بعد فشل مبادرة بروكسل.. هل تقود "جنسية السيارات" لحرب جديدة بين صربيا وكوسوفو
سادت حالة من الإحباط في الاتحاد الأوروبي بعد فشل مبادرة تقودها بروكسل لحل خلاف كبير بين صربيا وكوسوفو ويرتبط بـ"لوحات السيارات".
تعود الأزمة إلى قانون فرضته كوسوفو يتعلق بلوحات السيارات في شمال البلاد، وهي منطقة ذات غالبية صربية.
والاثنين، أجريت مباحثات بين الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس الوزراء الكوسوفي ألبين كورتي في بروكسل، بوساطة من مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وسارع الاتحاد الأوروبي إلى تذليل الخلاف القائم بين الطرفين قبل إشعاله فتيل أزمة إقليمية، حيث تحدث بوريل عن قبول الجانب الصربي بمقترح بروكسل بينما رفضته كوسوفو.
وفي مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الثلاثي، قال بوريل إنه سيقدم للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والحلفاء إحاطة "حول سلوك الجانبين وعدم احترام الالتزامات القانونية الدولية".
وتابع: "عليّ أن أقول ذلك خصوصا بالنسبة إلى كوسوفو، أعلم أن هذا الأمر يعطي مؤشرا سياسيا بالغ السلبية"، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أكد من جانبه أن بلاده اتخذت موقفا "بناء للغاية"، ووافقت على نص تم تعديله "عشرات المرات"، قائلا: "لم نفعل سوى الإصرار على تطبيق الاتفاقات التي سبق أن تم توقيعها".
لكن رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، أوضح للصحفيين أيضا أن بلاده تطالب بمحادثات من أجل تطبيع شامل للعلاقات مع صربيا وليس "لقاء للبحث فقط في لوحات السيارات.. لذا نحن في الوضع الراهن".
ويتبنى المقترح الأوروبي تعليق كوسوفو تنفيذ قانون خاص بلوحات السيارات شمالي البلاد في مقابل عدم إصدار صربيا لوحات جديدة لسيارات من مدن كوسوفية كخطوة تفسح المجال أمام استئناف الجهود الدبلوماسية.
واستقال العديد من الصرب في وقت سابق من هذا الشهر من مناصبهم في مؤسسات كوسوفو مثل الشرطة والقضاء والبرلمان والبلديات.
ونشر موقع "بلقان إنسايت" تقارير عن حالات حرق متعمد في الأشهر الأخيرة استهدفت صرب كوسوفو الذين استبدلت لوحاتهم بلوحات كوسوفو.
إحباط أمريكي
وفي واشنطن، أعلنت الإدارة الأمريكية أنها "تشعر بخيبة أمل" لعدم التوصل إلى اتفاق، مناشدة رئيس وزراء كوسوفو السعي للتوصل إلى "حل وسط عادل".
وقال السفير الأمريكي لدى كوسوفو جيف هوفنيير في تغريدة على تويتر، إن واشنطن طلبت من بريشتينا "تأجيل فرض الغرامات لمدة 48 ساعة" للسماح للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "بإشراك الطرفين بشكل أكبر في إيجاد حل".
أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي فقد قال إنه "حان الوقت للتحلي بالمسؤولية وللحلول البراجماتية.. يجب تجنب التصعيد".
ورغم الإحباط السائد بعد فشل المقترح الأوروبي، أوضح المتحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، أن التكتل يواصل البحث عن حل، لكنه أضاف: "لا يمكن إجراء مفاوضات أو تطبيع العلاقات وخطر العنف قائما".
ويعد إعلان استقلال كوسوفو في العام 2008 المصدر الرئيسي للتوتر، حيث لا تعترف بلجراد به وتشجع الأقلية الصربية على التمسك بوفائها لصربيا.
والسبت قرر صرب شمال كوسوفو الاستقالة من عملهم في مؤسسات الحكومة في كوسوفو احتجاجا على تنفيذ قرار بريشتينا منع دخول السيارات التي تحمل لوحات تسجيل صربية.
واتخذت بريشتينا قرارا دخل حيز التنفيذ في الأول من نوفمبر الجاري، يلزم عشرة آلاف من صرب كوسوفو الذين تحمل سياراتهم لوحات تسجيل تحمل دمغة صربية، استبدالها بلوحات جمهورية كوسوفو.
وتسعى بريشتينا إلى إنجاز عملية استبدال اللوحات بحلول أبريل المقبل.
وتشتمل الخطة التدريجية على تحذيرات وغرامات وفي نهاية المطاف منع عبور السيارات المخالفة للتدبير، حيث أثار السجال القائم قلق الاتحاد الأوروبي الذي يقوم بوساطة في محادثات تطبيع العلاقات بين البلدين.