لماذا تحتفل الكنيسة بتذكار عيد الملاك ميخائيل
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعيد تذكار الملاك ميخائيل، والذي يعد الأشهر بين أعياد الكنيسة، حيث تحتفل به في اليوم الثاني عشر من كل شهر من شهور السنة القبطية، ولكن هناك تذكاران مهمان يكون الاحتفال فيهما أكبر من باقي شهور السنة.
ودشن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الإثنين، كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل بدير الملاك البحري بحدائق القبة.
ويعود تاريخ عيد الملاك ميخائيل إلى البابا الـ19 وهو البطريرك إسكندر، ورسم سنة 295 م، وأقام في الكرسي الإسكندري 23 سنة تقريبًا، حيث وجد أن أهل الإسكندرية كانوا يقيمون عيدًا لإلههم "زحل" بالإسكندرية كل سنة، حيث يذبحون الذبائح الكثيرة ويوزعون لحومها على الفقراء، فأراد أن يحول نظرهم عن عبادة الأوثان وإكرامها، فلما حان العيد جمع أهل الإسكندرية ووعظهم بتعاليم الكتاب المقدس، وعرض عليهم الاحتفال بعيد رئيس الملائكة الجليل ميخائيل، ثم بني مكان "هيكل زحل" كنيسة باسم رئيس الملائكة ميخائيل.
وظلت هذه الكنيسة مدة من الزمن يزورها الكثيرون من أقاصي البلاد للصلاة ومشاهدة عجائب ومعجزات شفاء المرضى، التي كانت تتم فيها بقوة الله، وبشفاعة ميخائيل رئيس الملائكة النورانيين.
أما العيد الثاني للملاك ميخائيل فيقع دائمًا في بدء الفيضان، وكان أصله عيدًا من أهم أعياد قدماء المصريين، فقد كان يقام "للإله ستيرون" إله النيل. وكان في زعمهم أنه في زمن التحاريق تأخذه الرحمة بالمصريين، فيطير إلى أعالي النيل، ويلقي فيها من فمه قطرات ماء تتبخر وتصعد إلى السماء فتتحول إلى سحب كثيفة تنهمر سيولًا من أعالي الجبال، فيفيض النهر بالمياه التي تروي البلاد، فيعم الخصب والنماء، ويفرح المصريون ويبتهجون ويتبادلون الهدايا والفطير.
ولما دخلت المسيحية مصر، بكرازة القديس مرقس الرسول، وتحول الناس من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الحي، تحول هذا العيد إلى تذكار للملاك ميخائيل، بصفته رئيس الملائكة الواقف أمام العرش الإلهي يقدم صلوات المؤمنين ويطلب عنهم ارتفاع مياه النيل ليعم الخبر بالوادي.
والملاك ميخائيل هو الأول في رؤساء الملائكة السبعة: ميخائيل وغبريال ورافائيل (وهؤلاء ذكروا في الكتاب المقدس) وسوريال وصداقيال وسراتيال وأنانيال (وهؤلاء أشار إليهم التقليد الكنسى في الكتب الطقسية).
ميخائيل معناه (من مثل الله) وهذه العبارة قالها الملاك ميخائيل حينما حارب الشيطان الذي تكبر على العلى، وقال في قلبه "أصعد إلى السموات أرفع كرسى فوق كواكب الله وأجلس على جبل الاجتماع في أقاصي الشمال، أصعد فوق مرتفعات السحاب، أصير مثل العلى" (أش 14: 13 – 14).