رئيس التحرير
عصام كامل

أبراج الحمام في الفيوم.. ورا كل برج حكاية

ابراج الحمام في الفيوم
ابراج الحمام في الفيوم

كانت ترتفع قديما في سماء الفيوم  الآلاف من أبراج الحمام التي اختفت في نهايات القرن الماضي، وللحمام وأبراجه في قري ومدن الفيوم قصصا لا تنتهي، تبدأ حواديت الأبراج مع بداية البناء، فبناء الأبراج من المهن التي أوشكت علي الانقراض، إلا قلة قليلة من بناة الأبراج يعيشون  ما بين الفيوم ومحافظة البحيرة.


يقول  محمد عبدالله أحد مربي الحمام،  إن صناعة الأبراج وتربية الحمام مهنة انتهت مع نهاية القرن الماضي، إلا أنها عادت من جديد بعد ثورة يناير ٢٠١١ ولا أعرف ما هو السبب الذي ربط عودة تربية حمام الأبراج بالثورة، لكنها انتشرت انتشارا ملفت للنظر.

تجارة رائجة

وقد أصبحت تربية الحمام في  أبراج  أو عنابر تجارة رائجة، وعائد تربية الحمام يفوق كثيرا من المشروعات التجارية، إلا أنها مهنة لا يعلم عنها المستثمرون الكثير.
ويتم بناء البرج من الفخار المثبت بالطين، ويقام علي  عدة مراحل، ويتم بناء قاعدة البرج من الطوب الأبيض أو الحجر، وقد يكون البرج فردي وقد يتم بناء برجين أو ثلاثة ابراج متجاورة يربطها باب واحد، يعبر إلى فناء الأبراج الثلاثة.

الارتفاعات

وتتراوح إرتفاعات ابراج الحمام ما بين 5 إلى 20 مترا، يتكلف ما بين 20 إلى 250 ألف جنيه بحسب الارتفاع والاتساع وعدد الفخار.


أما العنبر فهو حجرة يوضع الفخار على أجنابها، أقلها تسع 200 فخارة وأكبرها تسع 800 فخارة، ويتكلف العنبر ما بين 10 آلاف إلى 200 ألف جنيه.


يقول الدكتور نبيل حنظل الخبير السياحي، أن أبراج الحمام في الفيوم كانت تستخدم في الماضي كمراكز للبريد فقد كانت شبكة بريد جوي مترابطة،  تعتمد على أنواع من الحمام الزاجل، وقد غطت هذه الشبكة سماء مصر وامتدت إلى كل أنحاء الدولة العباسية والدول المجاورة كالعراق والحجاز إلى غزة.


وبلغ أبراج الحمام وفق ما ذكره ابن عبد الظاهر في كتابه "تمائم الحمائم" 1900 طائر مدرب على حمل الرسائل، وكانت قلعة الجبل تحتوي على أبراج الحمام التي كانت تحمل الرسائل من شتي البقاع.


وكان الحمام لا يخرج إلا من أبراج القلعة، باستثناء مجموعة كانت في برج بالبرقية خارج القاهرة، يُعرف ببرج الفيوم، أقامه الأمير فخر الدين عثمان بن قزل "أستادار" الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب.

مهنة صائد الحمام

 

وكان صائد  مهنة من المهن المتعارف عليها في مصر القديمة، إلا أن هذه المهنة انقرضت الان، وكانت أدواتها شباك وحبوب توضع في مساحات واسعة في "الأجران" ليهبط الحمام عليها ويسرع الصائد بغلق شباكه، وساعد على انتشار هذه المهنة كثرة أبراج الحمام، التي تحولت فيما بعد إلى معلم سياحي يقصده زوار الفيوم لمشاهدة أسراب الحمام والتقاط الصور التذكارية.

تميز الفيوم

وكانت لأبراج الحمام بالفيوم تصاميم تميزها عن كل أبراج الحمام في قرى مصر،  لأن تاريخ أبراج الحمام في الفيوم يرجع إلى قدماء المصريين، أول من اقتنوا الحمام وبنوا له أبراجا من الطين والفخار لا تزال مستعملة حتى الآن.

ذكر المقريزي في كتاب المواعظ أن رسائل البريد الجوي كانت تحملها الحمائم إلى الإسطبلات المصرية المجهزة بالبغال ليستلمها سعاة البريد لتوصيلها إلى أصحابها.
وتطورت وسائل الاتصال لكن أبراج الحمام ظلت باقية انحصرت وظيفة المراسلة فيها فيما يتبادله الهواة والمحبون من رسائل وانتعشت تربية أنواع أخرى للتجارة أو الهواية أو التربية من أجل الطعام الزغاليل.

اشهر الانواع

وأشهر الأنواع البرية التي يبريها الهواة «الكارنو الأحمر – كاشو – اللينكس – الموندين - الكارنو الأبيض – الهومر – الكنج الأبيض – الكنج الفضي- الرومي - البري – المالطي – القطاوي».

الجريدة الرسمية