الشيخ الطيب وكلمات لم يسمعها العالم!
في خضم ما تبثه مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية من محتوى متهافت وأخبار تافهة مكذوبة أحيانًا وأباطيل وشائعات مختلقة أحيانًا وقضايا مفتعلة تارة ثالثة يجمع بينها جميعًا خيط واحد هو إِشاعة الإحباط واليأس وصرف الانتباه عن قضايانا وهمومنا الحقيقية ومعاركنا المصيرية مع الإرهاب والتخلف والجهل والأمية والشعوذة والخرافة والمرض..
كلمات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين جاءت لتضع الأمور في نصابها، وتواجه تيارًا هادرًا تقف وراءه قوى عابرة للحدود لإشاعة الفاحشة والصدام مع فطرة الله التي فطر الناس عليها.. وتلك الكلمات على أهميتها مرت مرور الكرام دون أن تنزلها وسائل الإعلام هنا وهناك منزلها اللائق في ظل ما يشهده عالمنا من صراعات وأزمات غير مسبوقة.
أحمد الطيب شيخ الأزهر قال إنَّ أزمة عالمنا المعاصر هي - في المقام الأول- أزمة أخلاق وأزمة إلحاد، وأن معظم الشرور التي يعانيها إنسان اليوم هي انبعاثات حتمية لهذه الأزمة الأم؛ التي داهمت الإنسان، وأطبقت على فكره وسلوكه.
وفي كلمته أمام اجتماع مجلس حكماء المسلمين وكبار رجال الكنيسة الكاثوليكية في ملتقى الحوار بين الأديان بعنوان الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني أكَّد شيخ الأزهر أنَّه لم يكن غريبًا أن نرى ظواهر هذا الانحراف في الواقع الأخلاقي والسلوكي في المجتمعات المفتوحة أولًا، ثم في الدعوات التي تحاول اليوم فرض هذا الانفلات المتمثل في نشر ظاهرة الشذوذ والجنس الثالث على مجتمعات محافظة يشكل الدين والأخلاق مكونًا رئيسًا وأساسًا في بناء حضارتها وثقافتها وتقاليدها، وكل ذلك يروج تحت لافتة الحرية وحقوق الإنسان، وفلسفة الحداثة والتنوير.