رئيس التحرير
عصام كامل

مكاسب مصر الخضراء ونجاح مؤتمر المناخ

أكثر من 30 ألف مشارك لا يقل عن 10٪ منهم حضر إلى مدينة السحر والجمال وجنة الله في الأرض، شرم الشيخ، مع أسرهم للاستمتاع بمصرنا الجميلة على هامش مؤتمر المناخ COP 27 وزيارة الأقصر والأهرامات ومتاحف مصر.


30 ألف مندوب سياحي عالمي من أكثر من ١٩٧ دولة حول العالم وفري لانسر سيلز للترويج السياحي لمصرنا الحبيبة سيتحرك في دائرة لا تقل عن عشرة من دوائره المقربة ومثلهم من المستوي الثاني والثالث من شبكة اتصاله بما يعني مليون زائر مستهدف لمصر جاهز وسمع عن مصر أو شاهد صورة أو ستوري على السوشيال لصديقه أو قريبه أو زميله ممن حضروا المؤتمر وحثه على التفكير في زيارة مصر.

 

أكثر من ٢٠ يوما يتربع علي عرش التريند العالمي علي كل المنصات هاشتاج مؤتمر المناخ COP 27 وتجد إسم مصر -egypt- في جملة مفيدة في خبر على كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة إما نقل عن وفد دولة ونشاطها في المؤتمر أو تغطية قمة من القمم الثنائية أو قرار من القرارات التي تمخضت عنها القمة أو اتفاقية من الاتفاقيات الكبرى التي تم توقيعها في المؤتمر.

حزمة اتفاقيات


إلى الآن لا أتحدث عن لب الاتفاقيات وجوهرها وما تم تحصيله لمصر اقتصاديا واستثماريا ولسنوات طويلة قادمة.. فقط أتحدث عن المردود التسويقي والسياحي لمصر من وراء التنظيم الجيد لكأس العالم للمناخ في نسخته السابعة والعشرين والمنعقدة على أرض الفيروز خلال هذه الأيام.

 

والتوقيت المثالي لاستضافة قمة المناخ COP 27 قبل بدء فصل الشتاء وموسم الكريسماس فرصة قوية للاستفادة من التنظيم الجيد للمؤتمر والإشادة الدولية بحسن الاستقبال والتنظيم في إنعاش القطاع السياحي وزيادة حجم السياحة الوافدة من الخارج وخاصة بالتزامن مع أزمة الطاقة في البلدان الأوروبية.

 

ويجب الاستفادة من وجود مصر فى بؤرة الأخبار والأحداث العالمية لقرابة الأسبوعين في حوالي 200 دولة بالعالم وعلى مدار اليوم يتم نقل أخبار وأحداث للمشاركين من هذه الدول في قمة مؤتمر المناخ COP 27 بشرم الشيخ فى بلادهم وباقي دول العالم، ولابد من التسويق الجيد لكل الفاعاليات والقرارات والقمم الثنائية التي حدثت وترويج الاتفاقات التي أبرمت خلال المؤتمر.

 

النجاح الكبير الذى حققته مصر فى تنظيم قمة مؤتمر تغير المناخ COP 27 بمشاركة قيادات كبرى دول العالم، يؤكد على أن مصر نجحت بامتياز فى تنظيم وإدارة الحدث العالمي ويعد أكبر تجمع لقيادات ورؤساء العالم تستضيفه مصر خلال العقدين الأخيرين.

 

ومصر حققت مكاسب كبيرة من النجاح فى تنظيم قمة تغير المناخ COP 27 على مختلف المستويات، وتم إبرام حزمة من التفاهمات والاتفاقيات لضخ استثمارات جديدة تصل لـ15 مليار دولار في قطاعات الماء والغذاء والطاقة لدعم تنفيذ مشروعات تتوافق مع البيئة، بالإضافة لتعهد مجموعة التنسيق العربية بتقديم تمويل مشترك بمبلغ تراكمي يبلغ 24 مليار دولار بحلول 2030 للتصدي لأزمة المناخ العالمية وتدشين أول مشروعات الهيدروجين الأخضر، علاوة على إنتاج مياه نقية خضراء صناعة مصرية خالصة.

الطاقة المتجددة

 

ومن الاتفاقيات الهامة التي أبرمت كان الاتفاق مع دولة  الإمارات الشقيقة لتدشين أكبر محطة توليد لطاقة الرياح في العالم بقدرة ١٠ جيجاوات في مصر باستثمارات مشتركة، علاوة على رعاية المملكة العربية السعودية لمبادرة مشروع الشرق الأوسط الأخضر بالشراكة مع مصر بتمويل قدره ٢.٥ مليار دولار.. 

 

وحصلت مصر أيضا علي ٥٠٠ مليون دولار من الولايات المتحدة الامريكية و٢٠٠ مليون جنيه إسترليني من المملكة المتحدة وغيرهم من ألمانيا وغيرها من الدول لتمويل مشروعات إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر تقليل الانبعاث الحراري، كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون بين وزارة التخطيط ممثلة فى الصندوق السيادي وعدد من المطورين بقيمة 83 مليار دولار في قطاع الطاقة المتجددة.


ويجب أن نشير هنا إلى أهمية تحقيق أعلى المكاسب الممكنة من النجاح فى تنظيم هذه الفعالية الدولية، والبناء على هذا النجاح واستكمال كل الملفات التى تم انجازها، ولا يكون الأمر مجرد زخم مؤقت، واعتقد أنه من الأفضل تشكيل لجان على أعلى مستوى في كل وزارة وجهة لمتابعة نتائج قمة تغير المناخ COP 27 وتعظيم الإستفادة منها على كافة المستويات.

 

وهناك فرصة ذهبية أيضا لتكون مصر رائدة عالميا في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح وتكون من أكبر مصدري الطاقة المتجددة عالميا، خاصة وأن هناك إقبال كبير من المستثمرين الأجانب للاستثمار فى هذا المجال والحاجة الكبيرة لهذه المصادر الجديدة للطاقة عالميا.

 

وأخيرا فيما يخص اتخاذ خطوات جادة نحو تنفيذ مشروعات البناء الأخضر والتنمية المستدامة في مدن الجيل الرابع وعلى رأسهم العاصمة الإدارية الجديدة، وفرض الحكومة ممثلة فى شركة العاصمة الإدارية أكواد بناء تتوافق مع معايير التنمية المستدامة والبناء الأخضر، علاوة على توجه الشركات العقارية للتوسع في هذا الأمر لذا أعتقد أن الفرصة سانحة لدخول شركات عديدة في هذا المجال وتلبية متطلبات البناء الأخضر المستدام وبناء جيل جديد من المهندسين المصريين الشباب المتخصصين في إنشاءات المباني المستدامة والخضراء في مصر لصالح أجيالنا القادمة واستثمار توجهات الدولة والعالم أكمل.

 

الجريدة الرسمية