أحب الله من أحب حسين
جاء في هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال: (ألا إن في أيام دهركم لنفخات ألا فتعرضوا لها). نفحات أي تجليات ورحمات ومنح إلهية وعطايا ربانية. ومن هذه المواقيت والأيام الإحتفال بذكرى الصالحين وصدق القائل: "ألا بذكرى الصالحين تتنزل الرحمات".. هذا ومن المعلوم أن أهل بيت النبوة الأطهار عليهم السلام هم على رأس قائمة عباد الله تعالى الصالحين فهم سادة أهل الإيمان والصلاح والتقوى وفيهم نزلت آيات الله تعالى بالمدح والثناء والتكريم حيث يقول عز وجل: (رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ). ويقول سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).
هذا وقد جعل الله تعالى مودتهم فرض على الأمة بأسرها وفتح للمؤمنين بابا من أبواب العطاء الإلهي بذلك حيث يقول تعالى: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ). وها نحن في هذه الأيام المباركة نحتفل بذكرى الاحتفال مولد سبط رسول الله وإحدى ريحانتاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ذكرى مولد سيدي أبي عبد الله الإمام الحسين حفيد الرسول الكريم صاحب المنزلة الرفيعة والمقام العالي والنسب الذي لا يرقى إليه نسب.
نعم نسب لا يرقى إليه نسب من أول ذرية أبو البشر أبينا آدم عليه السلام إلى آخر البشر. فجده الحبيب الأعظم والخليل الأكرم سيد الأنام وصفوة المرسلين. الهادي البشير السراج المنير وخير خلق الله تعالى أجمعين وإمام الأنبياء وسيد المرسلين ورحمة رب العالمين للعالمين وصاحب الخلق العظيم عظيم القدر والجاه. وصدق صلى الله عليه وسلم إذا قال: (لا يعرف قدري إلا ربي).
وأبوه الإمام علي إبن أبي طالب كرم الله وجهه وليد بيت الله الحرام. إمام المتقين وقائد ركب العارفين بالله تعالى وهارون الرسول الكريم صلى الله عليه وآله، وباب مدينة علمه ووصيه وابن عمه وربيبه وزوج ابنته الزهراء البتول ورابع الخلفاء الراشدين الذين أمرنا الرسول الكريم أن نتمسك بهديهم وسننهم.. حيث قال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وعضوا عليها بالنواجذ".
سبط رسول الله
هذا والحديث عن سيدنا الإمام على يطول ويطول.. ويكفيه قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: (على مني بمنزلة هارون من موسى عليهما السلام غير أنه لا نبوة بعدي). وقوله: "إن الله تعالى جعل ذرية الأنبياء من ظهورهم وجعل ذريتي من ظهر علي". وقوله (من كنت مولاه فعلي مولاه).
هذا وأما عن أم صاحب الذكرى الكريمة العطرة فهي كما تعلمون سيدة نساء العالمين الزهراء البتول شبيهة أبيها الرسول خلقا وخلقا والمكناة منه صلى الله عليه وسلم بأم أبيها، وهي التي قال فيها أبوها: "ينادي مناد يوم القيامة على أهل المحشر أثناء مرورها عليها السلام.. يا أهل المحشر غضوا أبصاركم فإن فاطمة الزهراء مارة"..
هذا والحديث عن حضرتها يطول ويطول.. أما عن عمه فهو سيدنا جعفر الطيار صاحب الجناحان في الجنة يطير بهما في الجنة حيث يشاء، وله قال صلى الله عليه وسلم: "أشبهت خلقي وخلقي يا جعفر". وأما عن جدته فهي السيدة خديجة بنت خويلد حاضنة الرسالة والرسول. أول من آمنت وأيدت وناصرت وبذلت مالها حبا في الله تعالى ورسوله. وهي صاحبة البشارة من الله تعالى ببيت في الجنة من قصب.. أي ذهب خالص.. لا صخب فيه ولا نصب.
وهي التي قال عنها رسول الله يوم أن أخذت السيدة عائشة الغيرة منها لكثرة ذكر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله لها فقالت " خديجة.خديجة لقد أبدلك الله بخير منها. فقال: (والله ما أبدلني الله بخير منها فقد آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذا منعني الناس ورزقت منها الولد).
هذا في إيماء سريعة عن الجدة وأما عن شقيقه فهو حليم أهل بيت النبوة وارث جده المصطفى في العلم والحلم والكرم والجود والحكمة وسؤدد الرأي سيدنا الإمام الحسن سبط رسول الله وريحانته الثانية وشبيه جده المكنى بحليم آل بيت النبوة، وهو عليه السلام وصاحب الذكرى مولانا الإمام الحسين سيدا شباب أهل الجنة، كما أخبر عليه الصلاة والسلام.
وأما عن أخته فهي السيدة زينب عليها السلام فهي الطاهرة التقية النقية سيدة أهل الصبر والرضا المكناة بالكريمة وأم هاشم والرئيسة والمشيرة. والمقال لا يسع التحدث عنها وعن نسب مولانا الإمام الحسين عليه السلام وأما عنه عليه السلام فكفاه فخرا وشرفا وعزا ورفعة وكرامة قول جده عليه الصلاة والسلام: (حسين مني وأنا من الحسين). وقوله صلى الله عليه وسلم: (أحب الله من أحب حسينا). وقوله (من أحب الحسين فقد أحبني ومن أحبني فقد أحبه الله ومن أحبه الله أدخله جنات عدن خالدا فيها أبدا. ومن أبغض الحسين فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم خالدا فيها أبدا)..
هذا والحديث عن مولانا الإمام الحسين يطول ومهما تحدث المتحدثون وتكلم المتكلمون عنه وفي مناقب سادتنا آل البيت الأطهار فلا ولن يستطيعوا الوفاء بحقهم ووصف قدرهم.. فهم الذين خصهم الله تعالى بالطهر والتطهير. وهم الذين خصهم سبحانه وتعالى بالرحمة والبركة حيث يقول تعالى: "رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد". وهم الذين أمر الله تعالي بمودتهم وجعلها فرضا على الأمة بأسرها حيث يقول عز وجل: " قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ "..