رئيس التحرير
عصام كامل

كرامات شيخ العرب

الكلمة أمانة وأني أدرك يقينا أمانة وخطورة الكلمة وخاصة ما يتعلق بأمر الدين وخاصة أن الله تعالى قدر لي أن أكون من أهل الدعوة الذين هم أمناء على الدين، خاصة ما يتعلق بالعقيدة. ويعلم الله تعالى ما أريد من دعوتي إليه تعالى وتذكيري ونصحي للمسلمين ودوري المتواضع في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تتنافي مع صحيح الدين ودوري في الوعظ والإرشاد وتربية المريدين ودفاعي المستميت عن ديننا الحنيف والذود عنه والتصدي لأعدائه من خلال كل ما أقدمه في وسائل الإعلام ومحاضراتي. يعلم الله تعالى ما أريد بذلك إلا وجهه تعالى الكريم ورضاه سبحانه.

 

فخذ عزيزي القارئ القول مني وأنت مطمئن تماما وخاصة أنه مساق بأدلة عقلية ونقلية.. عزيزي القارئ منذ أن ظهرت الحركة الوهابية المعادية للإسلام ظهر العداء الشديد للأولياء والصالحين ورموز الأمة  وإلى الآن. وقد كان للسيد أحمد البدوي رضي الله عنه النصيب الأكبر من هذا العداء فلا تكاد تنتهي حملة عدائية عبارة عن  تشكيك وتضليل وإفتراءات وكذب إلا وتظهر حملة أخرى. والسيد أحمد البدوي رضي الله عنه غنى عن أن يدافع  عنه أحد،  فهو سيد شريف يصل نسبه إلى حضرة مولانا الإمام الحسين عليه السلام وهو العبد الصالح الزاهد الناسك العابد التقي النقي وهو مؤسس الطريقة الأحمدية وله مناقب فريدة حافلة وكرامات لا حصر لها في حياته وبعد وفاته ويشهد الله تعالى أني قد عايشت هذه الكرامات. وسوف أذكر بعض منها والله على ما أقول شهيد..

       
وليسمح لي عزيزي القارئ قبل أن أتحدث عن كرامات سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه التي خصني الله تعالى بها وأجراها على يد السيد أحمد البدوي أن أتحدث عن تعريف الكرامة بصفة عامة.. أولا: الحديث عن الكرامة حديث يطول ويختلف الناس فيها. فمنهم من يعتقد بها ويسلم لأهلها ويقر بفضلهم ومكانة أهلها عند الله تعالى. ومنهم من يقول بكرامة الأولياء في حين حياتهم وينكرها عليهم بعد رحيلهم عن دنيانا.. 

كرامات السيد البدوي

 

ومنهم من ينكرها أصلا وبالتالي ينكر فضل أهلها ومكانتهم عند الله تعالى. ولا يخلوا زمن من هؤلاء الثلاث.. وقبل أن أذكر القول الشافي فيما يعتقده الناس باختلافهم أتحدث أولا عن تعريف الكرامة والأدلة عليها بالأسانيد الصحيحة من الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة.. ف الكرامة هي مظهر من مظاهر التكريم الإلهي للولي فيها يخرق الله له النواميس والمعقول للناس فهي عادة تكن غير معقولة وهي أقرب ما تكون من المعجز إلا أن المعجزات للأنبياء والكرامات للأولياء. 

 

والكرامة مظهر من مظاهر طلاقة القدرة الإلهية والإعجاز إذ أن الله تعالى هو مجريها على يد الولي. ومن خلالها يظهر الحق عز وجل محبته للولي ومنزلته عنده. والكرامة لا يجريها الحق عز وجل إلا على يد العبد الصالح المؤمن التقي الداخل في قوله تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). هذا ولا شك أن الإستقامة هي عين الكرامة والأصل فيها. 

 

هذا ومن الحكمة الإلهية في إجراء الكرامات على أيدى الأولياء والصالحين. أولا: إظهار  طلاقة القدرة الألهية الخارقة للنواميس الطبيعة وإظاهر لمحبة الله تعالى للولي. ثانيا: تحفيز المؤمنين على الإستقامة والإستدامة عليها وتثبيتا لهم.. ثالثا: إن تكن سببا في محبة الأولياء والتقرب منهم والإجتهاد في نهج نهجهم وسلوك طريقهم.. رابعا: حتى تكن سببا لهداية العصاة والمعرضين. خامسا: إظهارا للحق وأهله.. والكرامة من البشارات التي بشر الله تعالى بها أولياءه في الدنيا لقوله تعالى: (لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ). 

 

هذا وأما عمن ينكر الكرامات ويجحد فضل الأولياء والصالحين عفانا الله من التحدث عنهم فهم عادة من أهل الضلال والحقد والحسد وأعتقد أن معظهم ممن تأثروا بالفكر المتشدد التآمري المغرض الذي يعمل على شق صف الأمة ويقلل من شأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله والأولياء والصالحين.. 

 

 

هذا وأما عمن يقر بالكرامات للأولياء في حين حياتهم الدنيوية وينكرها عليهم بعد وفاتهم ورحيلهم عن دنيانا. نقول لهم: إعلم يرحمك الله أن الولي لا ينعزل عن ولايته بوفاته مثله في ذلك كمثل النبي لا ينعزل عن نبوته بوفاته فهو في حين حياته "نبي" وفي برزخه "نبي" ويحشر يوم القيامة “نبي”. بل تزداد ولايته وترفع درجته ويتعاظم مدده وعطاءه من الله تعالى وكرامته عليه.. وهنا ربما يسأل سائل فيقول: كيف تزداد ولاية الولي بعد وفاته وقد توقفت أعماله الصالحة التي كان يفعلها بنفسه؟ فيما عدا صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له كما جاء في الحديث النبوي؟ هذا ما سوف أجيب عليه في المقال التالي بمشيئة الله تعالى..

الجريدة الرسمية