عاش يتيما رغم وجود والدته وسعاد حسني صدمته.. قصص تدمي القلوب عن حياة أحمد زكي
ظهر نبوغه منذ صغره، بدأه بتقليد الفنانين وبرع فيه، هو إمبراطور السينما المصرية، دائم الانتقاد لنفسه، يمثل بكل حواسه أطلق عليه النقاد لقب الممثل الداهية، لم يكن له مذهب سياسى وإنما كان محبا لبلده، وعندما قدم النمر الأسود سمى بالنمر الأسود الشاب الأسمر خفيف الظل أحمد زكى الذى ولد في مثل هذا اليوم 18 نوفمبر 1946.
ولد أحمد زكى بإحدى قرى الزقازيق لأسرة فقيرة رحل فيها الأب مبكرا واضطرت الأم إلى الزواج وتركه لدى عائلتها، التحق بمدرسة الزقازيق الصناعية قسم البرادة وعشقا في التمثيل انضم إلى فريق التمثيل بالمدرسة وشارك في تمثيل ثلاث مسرحيات هي “الطريق الأبيض، أحمس، غاب القمر”، وحصلت مدرسته على الجائزة الأولى على الجمهورية طوال وجوده بالمدرسة، وكانت لجنة التحكيم للمسرحيات تتكون من عبد المنعم إبراهيم ومحمود السباع ومحمد توفيق الذى أعجب بأدائه ونصحه بالتقدم الى معهد الفنون المسرحية.
مسرحية هاللو شلبى البداية
وفى المعهد لفت أحمد زكى أنظار أساتذته فأعجب بأدائه الفنان عبد المنعم مدبولى الذى أسند إليه دورا صغيرا وهو طالب بالمعهد في مسرحية "هاللو شلبى"، ونشرت الصحف الفنية عنه المقالات وأطلقت عليه الكوميديان الصعلوك.
واشتهر أحمد زكي بخفة دمه وإتقانه تقليد الفنانين فاشترك بفرقة التمثيل في مدينة الزقازيق الذى كان يقوم بتدريبها الفنان محمد توفيق وكانت تقدم عروضها بقصور الثقافة ومراكز الشباب، وبعد التخرج والإقامة في القاهرة تعثر طريقه في التمثيل فلم يجد الفرصة التي تأخذ بيده وطرق جميع الأبواب دون جدوى فاضطر للعمل بلاسير، وكشاف في أحد المسارح والقيام بالتمثيل في أدوار صغيرة.
عانى النجم الأسمر الفنان أحمد زكي في حياته ومنذ ميلاده متاعب كثيرة، فقد عاش حياة اليتيم والوحدة والعزلة حتى أنه قضى حياته وحيدا، ويتحدث أحمد زكى عن نشأته فيقول: عشت الطفولة اليتيمة بكل معانيها ومآسيها، فحياتي ميلودراما كأنها من أفلام حسن الإمام، توفى والدي وأنا عمري ست سنوات، أتى بي ثم تركني في الدنيا وحيدا، أمي كانت فلاحة بسيطة صغيرة السن لا يجوز أن تظل عزباء وحيدة في الدنيا فزوجوها وعاشت مع زوجها، ومن بيت خالي إلى بيت جدتي حتى كبرت في بيوت العائلة بلا إخوة أو أم، ولم أر أمي إلا بعد زواجها بعامين، جاءت إلى بيت جدتي ووجدتها امرأة منكسرة حزينة تنظر إلي بعينين حزينتين لم أنساهما حتى الآن، فلم أنعم بحضنها أبدا ولم أنطق كلمة بابا أو ماما في حياتى فأصبح التمثيل في مسرح المدرسة همى والمنقذ من عذابى ووحدتى.
وفى السينما مع بداية السبعينيات رشح أحمد زكى للتمثيل في دور رئيسى بفيلم الكرنك ورفضته سعاد حسنى، فحزن أحمد زكى ويأس وحاول الانتحار حتى جاءه دور صغير في عام 1972 في فيلم "ولدي" مع فريد شوقى كان البداية لتنطلق نجوميته بعده في فيلم "شفيقة ومتولى" مع سعاد حسنى في أول بطولة سينمائية.
وجاء مسلسل الأيام عن حياة الدكتور طه حسين الذى رشح فيه لأداء دور أحد شيوخ الأزهر وبدأ التصوير، أما دور طه حسين نفسه فقد رفض أداؤه عزت العلايلى وبعده محمود يس، ولأن أحمد زكى كان حاضرا البروفات كان قد حفظ الأدوار وخاصة دور الدكتور طه حسين فرشحه المخرج لأداء الدور الرئيسى وهو شخصية طه حسين إلا أن الفنانة أمينة رزق التي قامت بدور أمه رفضت أن يؤدى الشاب الأسمر الدور وتساءلت كيف لابن مدارس الصنايع أن يؤدى دور عميد الأدب العربى.
اقتنع المخرج يحيى العلمى بأحمد زكى واصر على اختياره فقدم زكى دور العمر في مسلسل "الأيام" وأصر عليه لتبدأ انطلاقته نحو النجومية في السينما فقدم أفلاما هي علامات في تاريخ السينما منها: “النمر الأسود، الهروب، البرئ، الراقصة والطبال، البيه البواب، موعد على العشاء، زوجة رجل مهم، كابوريا، الإمبراطور، أيام مع السادات، أبناء الصمت، استاكوزا، العوامة 70، ضد الحكومة، سواق الهانم، البيضة والحجر، ناصر 56” حتى فيلم “حليمط” الذى عرض بعد رحيله في 2005، وفى المسرح قدم دوره في مدرسة المشاغبين،ومن أنجح أدواره في التليفزيون بعد الأيام مسلسل هو وهى مع سعاد حسنى والمخرج يحيى العلمى أيضا.
براعة الأداء
أجمع النقاد على أن الفنان أحمد زكى برع في تجسيد الشخصيات التاريخية فقدم طه حسين وجمال عبد الناصر وأنور السادات وعبد الحليم حافظ وكان يتمنى تقديم شخصية الشيخ الشعراوي والمشير عبد الحكيم عامر ودور حسنى مبارك في الضربة الجوية لكن لم يمهله القدر بعد إصابته بمرض السرطان ورحيله السريع.
وعن تقديمه لهذه الشخصيات يقول أحمد زكى: “تجسيد شخصية رئيس أو زعيم أصعب مليون مرة من تجسيد شخصية عادية، فمثل هذه الشخصيات التاريخية تحتاج إلى تجسيدها بحيادية وتحتاج إلى الصدق والأمانة في عرض الأحداث والأهم من ذلك أن اقتنع بالشخصية أولا وإلا أرفضها”.