سر خطير عن زيجاته المتكررة.. 102 عام على ميلاد عريس المسرح "عبد الرحمن الخميسي"
شاعرا من شعراء الرومانسية ومدرسة ابوللو الشعرية، اعتبره الدكتور لويس عوض "آخر الرومانسيين الكبار"، وأشار إلي قصيدته "في الليل"، معتبرا أنها من أروع ما نظم شعراء العربية، وقال عنه الناقد الدكتور محمد مندور إن عبد الرحمن الخميسي "بلغ بشعره حد السحر"، بدأ حياته الصحفية في جريدة المصري عام 1952.
ولد في مثل هذا اليوم 13 نوفمبر عام 1920 الصحفى الممثل والشاعر عبد الرحمن الخميسى، درس في مدرسة القبة الثانوية بالمنصورة، لكنه لم يكمل دراسته بها.
وفي سن مبكرة بدأ يكتب الشعر ويرسل قصائده من المنصورة فتنشرها كبرى المجلات الأدبية حينذاك مثل "الرسالة" لأحمد حسن الزيات، و"الثقافة" لأحمد أمين، وانتقل إلى القاهرة عام 1936، فاضطر الى العمل بائعا في محل بقالة وكومساري، ومصححا في مطبعة، ومعلما في مدرسة أهلية، وقام بالتمثيل مع فرقة "أحمد المسيري" المسرحية الشعبية من أجل لقمة العيش.
بدأ عبد الرحمن الخميسى كتابة القصص وجميعها كانت تعكس حال الطبقات الفقيرة في المجتمع بالتزامن مع كتابة مقالاته بجريدة المصري لسان حال حزب الوفد في ذلك الوقت، وعندما قامت ثورة يوليو، وأغلقت صحيفة "المصري"، اعتقل الخميسي ثلاث سنوات بسبب آرائه السياسية، وبعد الإفراج عنه التحق بجريدة "الجمهورية" كاتبا ثم إحالته الدولة إلى العمل موظفا في وزارة التموين بعيدا عن الصحافة مع مجموعة من الصحفيين المعارضين.
أثناء العمل الحكومى قام الخميسى بتأليف فرقة مسرحية بأسمه عام 1958، وكتب وأخرج أعمالها ومثل فيها، وقدمت عرضها الأول على مسرح 26 يوليو الصيفي بثلاث مسرحيات قصيرة من تأليفه وإخراجه وتمثيله، وهي:الحبة قبة، القسط الأخير، حياة وحياة، كما قدمت فرقته مسرحية "عقدة نفسية" المترجمة عن الرواية الفرنسية "عقدة فيلمو" بعد تمصيرها، ثم قدم "عزبة بنايوتي" تأليف محمود السعدني التي كشفت عن طاقات الخميسي كمممثل بارع وقدمت الفرقة بعد ذلك عملها الأخير "نجفة بولاق" تأليف عبد الرحمن شوقي عام 1961، ثم توقفت الفرقة بسبب الظروف المالية.
حسن ونعيمة
قدم الخميسى أيضا أربعة أفلام شارك في وضع قصصها وسيناريوهاتها وألف الموسيقى التصويرية لبعضها ومثل في بعضها الآخر وهي: "الجزاء" 1965 بطولة شمس البارودي وحسين الشربيني، و"عائلات محترمة" عام 1968 لحسن يوسف وناهد شريف، و"الحب والثمن" 1970 بطولة أحمد مظهر وزيزي البدراوي، و"زهرة البنفسج" 1972 لزبيدة ثروت وعادل إمام، كما كتب للإذاعة ثم للسينما قصته حسن ونعيمة التي اكتشف من خلالها سعاد حسنى كممثلة.
عمل عبد الرحمن الخميسى على تعريب الأوبريتات في تجربة كانت الأولي من نوعها في تاريخ المسرح الغنائي خاصة أوبريت "الأرملة الطروب"، وألف العديد من الأوبريتات المصرية، الى جانب دوره الصحفي والأدبي في مجال القصة والشعر، ومهد الطريق لمواهب كبرى مثل يوسف إدريس الذي قال عنه فيما بعد ( إنه أول من حطم طبقية القصة، وأنه عاش قويا عملاقا مقاتلا إلي ألف عام.
ترك عبد الرحمن الخميسى مصر في جولة طويلة من بيروت الى بغداد ومنها الى روما وباريس والاتحاد السوفيتى حيث رحل هناك عام 1987 تاركا ثروة أدبية وصحفية شملت سبعة دواوين شعرية هي: أشواق إنسان، دموع ونيران 1962، ديوان الخميسي 1967، ديوان "الحب 1969، إني أرفض، تاج الملكة تيتي شيرى 1979، مصر الحب والثورة 1980.
من مجموعاته القصصية التي أصدرها إعاد ة صياغة "ألف ليلة وليلة الجديدة"، ومجموعته الأولي "من الأعماق"، ثم"صيحات الشعب"، "قمصان الدم" 1953، "لن نموت"، ثم "رياح النيران"، البهلوان المدهش، وكانت أمينة وقصص أخرى آخر مجموعاته القصصية، كما قدم رواية واحدة طويلة بعنوان " الساق اليمنى ".
ومن مؤلفات عبد الرحمن الخميسى كتاب الفن الذي نريده 1966، مناخوليا، محاورات ونظرات في الفن، المكافحون وهو سير لحياة العظام مثل عبد الله النديم وغيره.
حياة الصعلكة
وعاش عبد الرحمن الخميسى 67 عاما وظل يعانى من عدم الاستقرار فى شتى أمور حياته، وكان كاتبا كبيرا وشاعرا مغامرا ومناضلا حقيقيا يعرفه أصدقاؤه ومحبوه باسم القديس، تزوج كثيرا وسمى عريس المسرح الغنائى خاصة حين تزوج من وانجب كثير من الأبناء في مختلف البلاد
سمى عبد الرحمن الخميسي عريس الموسم كما كان عريس المسرح الغنائي، بعد زواجه من من بطلة فرقته المسرحية فاتن الشوباشي، وليس هذا هو الزواج الأول في حياة الرجل العجوز.. فقد سبق وأمضى أكثر من شهر عسل في حياته لكنه دائم القلق بسبب يتمه في صغره وحرمانه من حنان الأم والأب حتى انه تزوج أول زيجاته عام 1938 من إحدى بنات بلدته الريفية وطلقها بعد عشرة أيام فقط من الزواج.
عن مسألة زواجه المتكرر يقول الخميسى:لأني لا أحب التعاسة، فقد شبعت من المواجع وأحاول أن أكون سعيدا وأمتلئ بالتفاؤل وحب الحياة، ورغم ذلك فأنا لست من أنصار تعدد الزيجات لكن ظروف حياتي دفعتني للزواج أكثر من مرة، وكلما شعرت بعدم الاستقرار في حياتي فإنى اضطر لتغيير هذه الحياة لأننا نعيش مرة واحدة، ويجب ألا تكون حياتنا فيها تعيسة.. والمهم ألا يتم على حساب الآخرين.