بعد افتتاح النائب العام لورشة جرائم الاحتيال المالي وعلاقتها بالأمن السّيبراني.. ما أهميتها؟
افتتح أمس المستشار حمادة الصاوي النائب العام لجمهورية مصر العربية فعاليات الاجتماع الثاني لجمعية النواب العموم العرب التي ترأسها النيابة العامة.
وخلال ذلك افتتح النائب العام ورشة العمل المنعقدة على هامش اجتماع الجمعية العمومية، والتي تنعقد تحت عنوان «جرائم الاحتيال المالي وعلاقتها بالأمن السّيبراني».
وأكد النائب العام في كلمة افتتاح الورشة علي أهميتها حيث أنَّها خُطوة عملية لتحقيق الغاية المنشودة من الجمعية، وأن التطور التكنولوجي الهائل الذي استفاد منه العالم أجمع في الخير يستغله أيضًا أهل الشر في تحقيق مآربهم الدنيئة، حيث اتخذت الجرائم أنماطًا جديدة حقق على أعضاء النيابات العامة بالوطن العربي مواجهتُها من خلال تبادل الممارسات العملية والخبرات حول كيفية تحقيقها، وتحصيل أدلتها، وتعقبها، والاستفادة بالتجارب الدولية الجيدة على مستوى النيابات وصولًا لمكافحة هذا النوع من الجرائم، وتعظيم الاستفادة من هذا التعاون في مكافحة الجرائم المنظمة عبر الوطنية بشكل عام.
وأكد أهميةَ موضوع الورشة الذي يجمع ما بين التصدي لجرائم الاحتيال المالي وصلتها بالأمن السيبراني، وصلتها كذلك بالجرائم المنظمة عبر الوطنية؛ لإيمانه العميق بضرورة حماية وصيانة الحد السيبرانيّ لبلادنا العربية باعتباره حدًّا رابعًا لها، علاوة على حدودِها الطبيعة الأخرى، وكذلك لأهمية التصدي لجرائم الاحتيال المالي التي مهما اختلفت التشريعات في تصنيفاتها ومسمياتها ستظل من الجرائم التي يلزم تكاتف الأيدي للتصدي لها؛ حفاظًا على أموال الناس وممتلكاتهم، في ظل تطلع بلادنا جميعًا نحو الاستثمار والازدهار والتقدم الاقتصادي.
كما أكد أن المزج بين التصدي للجرائم المستحدثة باستخدام تقنيات المعلومات والتصدي لجرائم الاحتيال المالي مزجا فريدا، خاصة وأنه قد عمت البلوى في مجتمعاتنا بانتشار صور النصب والاحتيال باستخدام التكنولوجيا التي يقع ضحيتها كثيرون من غير الملمِّينَ بهذه التقنيات التي فُرضت عليهم لتنظيم أمور حياتهم، والتي أيضًا تشكل خطورة على مؤسساتنا الرسمية، وأموالنا العامة، مما يوجب على النيابات العامة وجِهات الادعاء العام بالوطن العربي -باعتبارها ممثّلَة عن المجتمعات العربية – أن تتطور مع تطور أنماط هذه الجرائم؛ لكي تقوم وبحقٍّ على حسن أداء رسالتها ابتغاءً لمرضاة الله تعالى.
وفي ختام كلمته ثمَّنَ الورشة، وأكد ضرورةَ التباحث الجادِّ خلالها، وتبادل الخبرات العملية الحقيقة للتوصل إلى أفضل السبل لحماية أوطاننا العربية من مخاطر هذه الجرائم الجديدة، والتي قد تتعدى مخاطرها لتصل إلى جرائم منظمة وعبر وطنية، وترتبط أحيانًا بجرائم خطيرة ذات اهتمام إقليمي ودولي مشترك، مثل جرائم الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، ودعا سيادتُه المشاركين والوفود لتقديم أفضل الممارسات والتجارب الحقيقية والعمَلية خلال الورشة لتعزيز فرص الاستفادة منها، آملًا أن تحقق الورشة الغاية المرجوة منها فيما ينفع البلاد ويصلح أحوال العباد.