تخلص من حياته بسبب الديون.. مأساة عنصر إخواني في تركيا تفضح فساد قادة الإرهابية
في واقعة جسدت مأساة شباب وعناصر جماعة الإخوان المقيمين في تركيا وتعرضهم للتشرد والجوع بسبب الظروف الصعبة التي يواجهونها وتخلي قادتهم عنهم، وتزامنًا مع تفاقم انشقاقات الجماعة، وإعلان تعيين قائمين جديدين بعمل المرشد خلفًا لإبراهيم منير، شهدت منطقة شيرين إيفلر التابعة لمدينة اسطنبول التركية تخلص شاب من عناصر الجماعة، من حياته، حيث ألقى بنفسه من الطابق السابع في العقار الذي كان يقيم فيه مع زملائه ليسقط جثة هامدة، حسبما ذكرت "العربية. نت".
ضائقة مالية
وكشفت مصادر أن الشاب الإخواني المنتحر يدعى عبد الرحمن هيثم زهران، وكان يدرس في تركيا علوم الحاسب الآلي حيث وفد قبل 5 سنوات للدراسة، استجابة لوعود ومطالبات زملائه من شباب الجماعة له بالقدوم إلى هناك للعمل والدراسة أملًا في تحسن أحواله.
وتبين أن الشاب كان يعاني من ضائقة مالية صعبة وابتعاده لفترة طويلة عن أسرته، فضلا عن انقطاع اتصاله بوالده لظروف توقيف الأخير في مصر لكونه أحد المدانين بقضايا خاصة بجماعة الإخوان، إضافة لعدم اهتمام قادة الجماعة بأحواله وأحوال زملائه وانقطاع مساعداتهم المالية لهم.
ووسط غياب تام لقادة الجماعة شيع عدد محدود من زملاء الشاب جثمانه فيما طالب أحد أصدقائه عبر وسائل التواصل بمعرفة الديون المستحقة عليه تمهيدا لسرعة جمعها عن طريق التبرعات وسدادها.
تدهور أحوال الشباب
وكان شباب جماعة الإخوان الذين يقيمون في تركيا قد أعلنوا مرارا طوال السنوات الماضية عن تدهور أوضاعهم المعيشية هناك، وتخلي الجماعة عن دعمهم ماليًا، ما أدى لسوء أوضاعهم، وتعرضهم للتشرد والجوع.
وفي العام 2019 كشف شاب مصري يدعى عمر مجدي عبر تدوينة على صفحته على الفيسبوك، عن انتحار 3 من شباب الإخوان، مضيفًا أن شابًا رابعًا حاول الانتحار قبل أيام ولكن تم نقله إلى المستشفى وإنقاذه.
وتساءل الشاب في تدوينته عن سبب إقدام الجماعة على إنفاق 50 ألف دولار على مخيم لإحياء ذكرى فض اعتصام رابعة العدوية، فيما تتخلى عن الإنفاق عن عناصرها الفارين الذين هربوا من مصر بعد إدانتهم في قضايا عنف، بسبب مشاركتهم في تظاهرات وعمليات عنف وتخريب لحساب الجماعة.
حياة لا إنسانية
وكشف الشاب في تدوينة أخرى أن عدد المقيمين في إسطنبول من المصريين يبلغ 20 ألفًا، ويعاني أغلبهم من أوضاع سيئة مادية ومعيشية مما يعرضهم لأذى نفسي وقبولهم لإهانات واحتقارات وحياة لا إنسانية مقابل البقاء في تركيا وعدم تسليمهم لمصر.
وفي يوليو من العام 2019 تكشفت فضائح واختلاسات مالية لقادة الإخوان المقيمين في تركيا، حيث بث شباب الجماعة تسجيلا صوتيا منسوبا للقيادي بالجماعة والهارب لتركيا أمير بسام كشف فيه استيلاء القيادات على أموال الجماعة، وأموال التبرعات، وقيامهم بشراء عقارات وشققًا سكنية فخمة بأسمائهم وأسماء أبنائهم، سواء في تركيا أو في غيرها.
فساد الجماعة
وهدد شباب الجماعة بنشر تسجيلات أخرى تكشف فساد ومخالفات قادة الجماعة، خاصة بعد ردود الأفعال الواسعة التي توالت، عقب نشر تسجيل أمير بسام
وأكد شباب الجماعة أن قادتهم يعيشون في تركيا حياة مرفهة ويتقاضون آلاف الدولارات نظير إشرافهم على مشروعات التنظيم، تاركين عناصر الجماعة يعيشون أوضاعًا مأساوية غير آدمية، ويتقاضون رواتب متدنية لا تسد رمقهم.
وكشفوا أن قادة الجماعة يقطنون في أفخم وأرقى مناطق إسطنبول، وهي أغا أوغلو وكايا شهير، وبشاك شهير، ويعيشون بفيلات وشقق فاخرة داخل تجمعات سكنية مغلقة بهذه المناطق، تتوافر بها حراسة دائمة، ويتعرض الزائرون لها لتفتيش دقيق، بل يمنع زيارة أي فرد لها دون إذن أو ترتيب مسبق.