مع استمرار التحريض.. لماذا لا تستوعب الإخوان هزائمها السياسية المستمرة؟
قبل أيام نالت الإخوان هزيمة جديدة برفض المصريين النزول للشارع والاستجابة لدعوات التحريض والشحن التي طالت لمدة أسابيع من الضغط الإعلامي المكثف، لكن بعد فشل الحشد لم تتراجع القنوات الإعلامية الإخوانية وأذرعها على السوشيال ميديا عن التحريض واللعب بأوراق أخرى.
مشكلة الإخوان
يقول حمود أبو طالب، الكاتب والباحث، إن مشكلة الإخوان أنها لا تعي أهم أساسيات ومفاهيم وحقائق علم الاجتماع السياسي وأنماط التحولات المستمرة للشعوب كتفاعل طبيعي مع التجارب التي تمر بها.
وأضافت: الجماعة تعتقد أن الفكرة التي تعتنقها والنظرية التي تتبناها قادرة على الحياة وقابلة للتطبيق في أي زمن رغم الفشل الكبير المتكرر لكل المحاولات السابقة.
وأوضح أبو طالب أن تنظيم الإخوان دعا إلى ثورة جديدة في مصر 11 نوفمبر الماضي مستعينًا برموزه وكوادره وعملائه وآلاته الإعلامية وداعميه من أنظمة ومنظمات خارجية وحاول التحشيد ضد الدولة المصرية مستغلًا الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد حاليًا.
وتابع: هكذا وبكل سذاجة وبساطة ظن التنظيم أن الشارع المصري سوف يستجيب لدعوته بإحداث الشغب والفوضى والإخلال بالأمن والنظام، وهو ما لم يحدث بالطبع ونال صفعة جديدة من المصريين.
واختتم الباحث: مر يوم 11 / 11 بهدوء كأي يوم آخر والبلاد تستضيف قمة المناخ وتشهد مؤتمرًا دوليًا حضره كثير من زعماء العالم، ولم يحدث شيء في الشارع المصري؛ لأنه فهم الدرس جيدًا، واستوعب تجربة الإخوان السابقة في مصر عندما قفزوا إلى السلطة وكادت البلاد تنهار في فترتهم، ليثور الشعب عليهم لاحقًا ويزيح كابوسهم، وهو ما لا تعيه الجماعة حتى الآن، على حد قوله.
رفض الشغب والفوضى
كان التنظيم الإخواني جناح ـ الكماليون ـ دعا أتباعه للنزول إلى الميادين كما دعا روابط الألتراس للتحرك والمشاركة، واصفة إياهم بالكيانات المنظمة والفاعلة ومحرضا إياهم على الانتقام من السلطات.
وطالب إعلام الإخوان عمل شلل مروري بالسيارات وتطويق الميادين لتسهيل دخول المحتشدين ومنع دخول مدرعات وسيارات قوات الأمن لإخراجهم منها.
ووظفت الجماعة أنصارها بالخارج لإشعال الغضب عبر تأسيس فضائيات جديدة تقوم بالتحريض على الفوضى والعنف، وطلبت من شخصيات عامة تابعة لها بإعلان تأييدهم لما سمي بحراك 11 نوفمبر.
كما قامت تلك الفضائيات بنشر مقاطع مرئية لتحركات وهمية لمن سمتهم "جموع الشعب"، في حملة تحريضية استمرت قرابة الشهر، إلا أن المحصلة جاءت "صفر" ولم يحضرها أحد.