لحماية أنفسنا
أخفقت دعوة 11/11 قبل أن يطلقها أصحابها بعدة أشهر.. وتحديدا منذ شهر إبريل الماضى!.. ففى هذا الشهر أطلق الرئيس السيسي دعوته لإجراء حوار وطنى يشارك فيه الجميع أو كل القوى الوطنية باستثناء من مارسوا العنف أو حرضوا عليه.. وبذلك تم حصار جماعة الإخوان ومن يتعاونون معها وحدهم، وصاروا منعزلين وحدهم وعاجزين عن الاحتماء بأية قوى أو شخصيات مدنية كما كان عليه الحال قبل يناير عام 2011، واضطروا أن يجاهروا بدعوة 11/11 عبر منابرهم الإعلامية فأخفقوا في حشد وتحريك أحد لرفض الشعب لهم.
ولذلك ينبغى علينا أن نمضى في طريق الحوار الوطنى بشكل دائم ومستمر ليصير اُسلوب حياتنا السياسية لنحمى أنفسنا من شرور جماعة الإخوان وكل اعوانها وداعميها من تيار الإسلام السياسي.. فهذا هو الطريق الذى سوف يفضى بِنَا إلى تعبئة شعبية حقيقية وتماسكا اجتماعيا صادقا في مواجهة مؤامرات جماعة الإخوان التى لا تنتهى لأنهم رغم تصفية الهيكل التنظيمى لجماعتهم في الداخل مازالوا يملكون في الخارج أموالا غزيرة ينفقون منها على السعى لإستعادة الحكم مجددا، وهو الهدف الذي يروادهم منذ أن فقدوه في يونيو 2013.
وطريق الحوار الوطنى يحتاج منا أن نسرع الخطى أكثر في طريق الإصلاح السياسى وإتخاذ مزيد من الخطوات الضرورية التى لا غنى لنا عنها حتى نقوى تماسكنا الوطنى من خلال مشاركة الجميع في صناعة مستقبل هذا الوطن حتى وإن كان موجودا على ضفة المعارضة.. من خلال الإنصات لبعضنا البعض، مع الإنحياز الحاسم والكامل للفئات التى تحتاج أن ننحاز لها والتى تضم الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة التى رفض أبناؤها الاستماع لتحريض جماعة الإخوان والمتعاونين معهم وأصابوهم بصدمة كبيرة يوم الجمعة الماضى لم يفيقوا منها بعد..
إن الاقتراب أكثر باجراءات سياسية واقتصادية ورعائية لهذه الفئات مهم جدا في معركتنا ضد تيار الإسلام السياسي.