كمال الملاخ كلمة السر.. قصة إطلاق مهرجان القاهرة السينمائي
تنطلق، مساء اليوم الأحد، أولى فعاليات الدورة الرابعة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2022 بعد عودة الفنان حسين فهمى لرئاسة المهرجان مرة ثانية، يقام بساحة دار الأوبرا المصرية ويعرض فيلم المخرج العالمي ستيفين سبيلبرج The Fabelmans، الذى يعد أحد الأفلام الهامة الصادرة العام الحالي.
وبدأت الدورة الأولى لمهرجان القاهرة السينمائى عام 1976 ليستمر في دوراته حتى الدورة 44، ويعد مهرجان القاهرة السينمائى أول مهرجان سينمائى دولى عقد فى العالم العربى وفى أفريقيا، ويرجع الفضل في انشائه إلى الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين التى كان يرأسها عام 1976 الصحفى والناقد كمال الملاخ الذي تولى رئاسة المهرجان فيما بعد لمدة 7 سنوات.
الا ان المهرجان في دوراته الأولى عانى من أزمات تقليدية تحدث في بدايات اى عمل جديد من سوء تنظيم وعدم مراعاة التقاليد والأعراف الدولية وفوضى دعوات الافتتاح دفع الاتحاد الدولى لجمعيات المنتجين السينمائيين عام 1978 الى سحب اعترافه بمهرجان القاهرة السينمائى بعد دورته الثالثة ومنعه من إقامة المسابقة لمدة عشر سنوات حتى عام 1990.
و في عام 1985 شكلت لجنة مشتركة من وزارة الثقافة ضمت أعضاء الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين واتحاد نقابات الفنانين برئاسة الكاتب سعد الدين وهبة للإشراف على اعداد المهرجان، وتم اختيار المخرج كمال الشيخ لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى واستمر فى رئاسته دورة واحدة وأقيم بفندق السلام وكانت مهزلة كبرى فلا ضيوف ولا أفلام، وفى حفل الافتتاح قدَّم كمال الشيخ نفسه للضيوف رئيسا للمهرجان وقدم كمال الملاخ نفسه رئيسا أيضا للمهرجان.
في عام 1985 أصدر محمد عبد الحميد رضوان وزير الثقافة عام 1985 قرارًا بتعيين سعد الدين وهبة ـ وكان وكيلا للوزارة ـ رئيسا للجنة العليا للمهرجانات ورئاسة مهرجان القاهرة السينمائى، وبشهادة النقاد في مصر والعالم حقق المهرجان خلال رئاسة وهبة للمهرجان مكانة عالية في الوسط السينمائى حتى إن الاتحاد الدولي لجمعيات المنتجين السينمائيين وضع تقريرا عام 1990 صنف مهرجان القاهرة ضمن أهم ثلاثة مهرجانات سينمائية للعواصم العالمية، واحتل مهرجان القاهرة السينمائي المركز الثاني بعد مهرجان لندن السينمائي، بينما جاء مهرجان ستوكهولم في المركز الثالث.
وجاءت الازمة الأشهر في تاريخ المهرجان في دورته الحادية عشر عندما اعترض نجوم مصر وفنانيها على قانون النقابات 103 الذى منح سعد الدين وهبة الرئاسة الأبدية للمهرجان فقاطع الفنانين هذه الدورة لاعلان رفضهم للقانون، خرج عادل إمام وشريهان على رأس مجموعة كبيرة من الفنانين إلى مقر إقامة الضيوف الأجانب بالمهرجان بفندق سميراميس رافعين شعار الهجوم على سعد الدين وهبة وإعلان رفضهم القانون.
وبعد رحيل سعد الدين وهبة تولى الفنان حسين فهمى رئاسة المهرجان لمدة أربع سنوات 1998 حتى عام 2001، الذى أثار ضجة ونظاما جديدا بتصميمه دخول حفلات المهرجان بالبدلة السموكن مع ضرورة الحفاظ على القواعد والأعراف الدولية ونجح المهرجان في ظل رئاسته.باستحضار نجوم أجانب اليه.
شريف الشوباشى
وفى عهد رئاسة الصحفى شريف الشوباشى للمهرجان الذى لم تكن له يوما اى اهتمامات سينمائية تعرض المهرجان لكوارث متعددة حتى ان الناقد سمير فريد كتب معلقا خلال احدى الندوات قائلا: لن يصدق اى سينمائى في العالم ان رئيس مهرجان القاهرة السينمائى اصدر كتابا عن اللغة العربية دعا فيه الى تحطيم اللغة العربية وبغض النظر عن مضمون الكتاب فإن علاقته باللغة العربية مثل علاقته بالسينما لاشئ، بل انه وقع في خطأ كبير حين قام في حفل الختام بالكشف عن اسرار لجنة التحكيم بالإعلان عن ثلاثة أفلام كانت مرشحة للفوز بالجائزة من قبل لجنة التحكيم واضعا تبرير اللجنة لكل جائزة بكلمات انشائية مما يخالف الأعراف الدولية للمهرجانات.
ولكى يستمر المهرجان دون توقف تولى الفنان عزت أبو عوف المهرجان منذ دورة 2005 وحتى 2012 وانضم اليه الفنان العالمى عمر الشريف كرئيس شرف المهرجان وفى عهده نجحت سهير عبد القادر في إدارة المهرجان بمساندة قوية من وزير الثقافة فاروق حسنى، وفى 2013 وكانت فترة تولى جماعة الإخوان المسلمين الحكم ألغى مهرجان القاهرة السينمائى في دورته هذا العام.
عودة حسين فهمى
وفى عام 2014 ولدورة واحدة تولى الناقد سمير فريد إدارة المهرجان، الذى نجح في ادارته فنيا وتنظيميا لكن واجه ازمة تكريم الفرنسي جاك لانج الذى يحمل سجلا حافلا من الاتهامات الأخلاقية واتهامه باغتصاب الأطفال، مما اضطر سمير فريد الى التراجع عن هذا التكريم تفاديا للحرج ، وجاءت بعد ه ماجدة واصف لرئاسته ثلاث دورات كاسوأ الدورات ـ حسب تقييم النقاد ـ ودعما وتشجيعا للشباب جاء المنتج السيناريست محمد حفظى، وفى الدورة 44 هذا العام عاد الفنان حسين فهمى لرئاسة المهرجان.