الدعوة القادمة بعد ١١/١١!
آثرت أن أنتظر لما بعد عصر اليوم لأكتب مقالى حتى أتبين ماذا حدث في كل ربوع البلاد هذا اليوم ١١ نوفمبر الذي اختاره الإخوان ومن يرتبطون بهم ويعملون لحسابهم لخروج الناس في مظاهرات للمطالبة بتغيير النظام السياسي.. ورغم نشر وإذاعة بعض الفيديوهات لمظاهرات قديمة بالبلاد، ورغم إدعاء بعض دعاة ١١/١١ إنهم في حوزتهم فيديوهات أخرى آثروا عدم إذاعتها الآن، فإن كل الشواهد على الأرض تشير وتؤكد أن تلك الدعوة لم تلق استجابة تذكر من عموم الناس، وبالتالى أضيفت دعوة جديدة لقائمة الدعوات السابقة المماثلة التى فشلت.
ومن تابع كلام أصحاب دعوة ١١/١١ ليلة أمس تأكد من هذا الفشل لأنهم باتوا يتحدثون عن إختيار موعد آخر لدعوتهم الجديدة للمصريين للخروج للشوارع، هو يوم ٣٠ يونيو الذي يصادف مرور عشر سنوات على انتفاضة الشعب المصرى ضد حكم الإخوان الفاشي.. بينما بعضهم سوف ينخرط في الهجوم على الشعب المصري الذي خذلهم ورفض دعوتهم.. وبعد أن كانوا يخاطبون المصريين بأنهم أهلهم وناسهم سوف يصبون كل غضبهم عليهم!
مشكلة الإخوان
وقد فسر البعض إخفاق دعوة ١١/١١بالخطوات الاستباقية التي اتخذتها أجهزة الدولة المصرية تجاه أصحاب تلك الدعوة وشركائهم، وأبرزها إلقاء القبض على أهم دعاةَ ١١/١١الضابط المصرى السابق شريف عثمان في الإمارات، وهو ضابط هارب في أمريكا التى ذهب إليها في بعثةَ دراسية ولم يعد منها وتزوج من أمريكية وحصل على الجنسية الأمريكية، لأنه عن طريقه تمت معرفة الشبكة التى يديرها داخل مصر والتى كانت ستقوم بأعمال خاصة اليوم لحث الناس ودفعهم للخروج إلى الشوارع والميادين.
وحتى لو كان لذلك تأثير سلبي على دعوة ١١/١١ اعترف به شركاء وأصدقاء شريف عثمان فإن هناك أسبابا أكبر وأهم من إلقاء القبض عليه لإخفاق تلك الدعوة.. ويتصدر هذه الأسباب بوضوح أن الإخوان تبنوا تلك الدعوة وقاموا بالترويج لها، بل إنهم أنشأوا قناتين تليفزيونيتيين جديدتين للدعاية لها، ثم نقل فعاليتها، إحداهما أطلقوا عليها إسم ١١/١١!
فإن مشكلة الإخوان في مصر ليست هى وجود الرئيس عبدالفتاح السيسى، وإنما هى رفض الشعب لهم الذى اختبرهم وهم يمسكون الحكم وتأكد من فاشيتهم.. وهذا مالا يدركه الإخوان حتى الآن، لذلك مازالوا يتصورون أن في مقدورهم تحريك الشعب وجمع ما تيسر من القوى المدنية حولهم كما كان الحال من قبل، وهو الأمر الذى أخفقوا فيه بوضوح.
وإذا كان الإخوان لن يكفوا عن دعواتهم هذه مجددا سواء في يونيو أو قبله أو بعده مادام يملكون مالا وفيرا ينفقونه عليها، فإن الإخفاق سوف يلاحق كل دعواتهم الجديدة.. أما نحن الرافضون لعودتهم للإمساك بالحكم والسيطرة على المجتمع، من منا في الحكم ومن منا خارجه علينا أن نحسد جهودنا معا لمواجهة كل أشكال الإسلام السياسى التى يجيد الإخوان استغلالها للإبقاء على جماعتهم على قيد الحياة.