الاستثمار في مستقبل الطاقة.. قمة المناخ تقدم فرصة للتحول إلى الهيدروجين الأخضر.. وطرح مشاريع بقيمة 240 مليار دولار
أكدت رئاسة مؤتمر المناخ COP27 أهمية تنفيذ الالتزامات الدولية للحد من التغير المناخي، وطالبت بالتحول للاقتصاد الأخضر من خلال نهج شامل آخذا في الاعتبار الجوانب المختلفة بما في ذلك التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والعوامل التمكينية للانتقال العادل والطموح في العمل، وإحراز تقدم كبير على نطاق واسع في جميع جوانب تغير المناخ، مع الطموح بشأن التخفيف.
و كانت الطاقة هي المحور الرئيسي في عملية الانتقال العادل، مع وجود تطوير البحث العلمي وتطوير في مجال الطاقة والطاقات النظيفة وتم تحديد الهيدروجين كمصدر طاقة محتمل للمستقبل، ولا سيما الأخضر الهيدروجين، وفي ضوء ذلك أطلقت العديد من البلدان استراتيجيات الهيدروجين، بينما لا يزال البعض الآخر يصوغ استراتيجياتهم الخاصة.
الهيدروجين مصدر للطاقة
والهيدروجين هو العنصر الكيميائي الأكثر وفرة في العالم ويعتبر أحد عناصر عوامل التمكين الرئيسية لتحقيق صافي التحول الصفري للكربون. وبدأت شركات القطاع الخاص الكبرى معا مع التحالفات المشكلة حديثًا ان تعتمد على الهيدروجين في سياساتها المصاغة حديثًا لتحقيق أهدافهم المتعلقة بالمناخ.
وقدم COP27 فرصة رائعة لعرض التطور الخاص بالتحول للهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، ومناقشة طرق لإطلاق إمكانات الهيدروجين وتوفير مساحة للمناقشات بين جميع أصحاب المصلحة بشأن ما هو مطلوب للانتقال من الاستراتيجيات والخطط إلى التنفيذ وتسليم المشاريع على نطاق واسع على أرض الواقع.
الأسواق الناشئة
وأكدت رئاسة cop27 انه يتم إنتاج نحو 90 مليون طن من الهيدروجين سنويًا بشكل أساسي من الغاز الطبيعي، و95٪ من الطلب الحالي على الهيدروجين يكون في صناعات النفط والغاز والكيماويات، لتكرير النفط وإنتاج الأمونيا أو الميثانول 1، وكل من اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات المتقدمة طرحت أهداف سياسية طموحة لامتصاص الهيدروجين. وفي الوقت نفسه، طورت الصناعة خط أنابيب من مقترحات المشاريع الناضجة عبر سلسلة قيمة الهيدروجين.
وأضافت خلال فعاليات المائدة المستديرة " الاستثمار في مستقبل الطاقة" أنه تم طرح مقترحات لمشاريع الهيدروجين بقيمة 240 مليار دولار أمريكي، ولكن 10٪ فقط تم التوصل بشأنهم إلى قرار الاستثمار النهائي، و2 فقط من هذه المشاريع موجودة في الأسواق الناشئة ولم يتم تشغيل سوى واحدة منها حتى الآن.
واوضحت رئاسة cop27 ان الاقتصادات المتقدمة وضعت بالفعل أهدافًا سياسية طموحة بشأن واردات الهيدروجين، والأهداف العالمية الحالية للمحلل الكهربائي تهدف إلى 100 جيجاوات بحلول عام 2030.
وقد حدد الاتحاد الأوروبي هدف طموح للهيدروجين يبلغ 20 طن متري بحلول عام 2030 استجابة لخطة RePowerEU ، وهذا يشمل هدف عرض 10 طن متري من الهيدروجين المحلي في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى هدف 10 طن متري من واردات الهيدروجين من خارج الاتحاد الأوروبي.
واشارت رئاسة cop27 أن البلدان النامية والاقتصادات الناشئة متخلفة عن الركب في نشر مشاريع الهيدروجين الأخضر بسبب التحديات العديدة سواء تكلفتها العالية التي تجعلها غير قابل للتطبيق من منظور تجاري، وإصدار الشهادات، والتخزين، والتنقل ووسائل النقل.
ولفتت الى ان التقدم المستمر للتكنولوجيا والحلول المبتكرة المتوقعة في هذا المجال سوف تتغلب على مثل هذه العقبات، اذ انه حتى ذلك الحين، تم تحديد التحديات التي تعيق القطاع الخاص والمستثمرون والدول المنتجة المحتملة في جميع أنحاء العالم.
جدير بالذكر انه تهدف هذه المائدة المستديرة إلى تشجيع الحوار بين البلدان في جميع أنحاء العالم من خلال سلسلة قيمة من المناقشات عن الهيدروجين الخضراء.
و الهدف من الجلسة هو السماح بتبادل عميق حول مستقبل الطاقة، مع التركيز على الهيدروجين، والهدف هو السماح بفهم أفضل لـ الوضع الحالي لإنتاج الهيدروجين، كما تم تناول السيناريوهات المتوقعة للإنتاج لتلبية الاحتياجات، وكذلك السياسات الحالية والمستقبلية وتأثيرها في تحقيق هذه الغاية.