رئيس التحرير
عصام كامل

مهنة مهددة بالانقراض.. سيدة الفخار بالصعيد تكشف كواليس صناعة الأواني والقلل|فيديو وصور

سهير الفخرانية
سهير الفخرانية

تخرج من بيتها مع الساعات الأولى من الصباح، ترتدي ملابسها الصعيدية وتضع الشال على رأسها، تجلس على دولاب خشبي محفور في الأرض، تلتقط ييديها الطين المعد للعمل، وتظل تلك السيدة من مطلع الشمس حتى مغيبها تعمل في الطين وقدمها تحرك الدولاب بالطريقة البدائية القديمة لصناعة الأواني الفخارية، ولكن رغم ذلك لم تنس كونها أنثى تضع الحلي وترتدي ملابس عصرية مع الاحتفاظ بكونها صعيدية.

“فيتو” التقت بـ "سهير الفخرانية" سيدة الفخار في صعيد مصر وفرنسا، لتحكي لنا عن مهنة صناعة الأوايني الفخارية والتي تُعد من المهن المعرضة لخطر الانقراض. 

“مهنة من عهد الأنبياء والفراعنة ”بتلك الجملة بدأت سهير حديثها، مشيرة إلى أن المهنة لا تعيب صاحبها، ونحن عملنا بها منذ الصغر وأشقائي نفس الوضع جميعنا ولدنا ووجدنا عمل أبائنا وأجدادنا في هذا المهنة.

وأضافت “سهير”: اكتسبت شهرتي من كوني السيدة الأولى التي تعمل في تلك المهنة، ونوهت إلى أن الفراعنة والأنبياء قبلهم كانوا يعملون في الطين ويشكلون منها الأواني الفخارية، واعتقد أن أجدادنا الفراعنة في عصرنا هذا إذا كانوا موجودين سوف يكون اختيارهم الأواني الفخارية وسوف يرفضون الشرب من الثلاجة وحفظ الأطعمة بها.

آلات حديثة لصناعة الفخار

وأشارت “سهير” الشهيرة بفرنسا، الي أن المكان هو العائق الوحيد امامنا حتي نستطيع أن ننتج بشكل جيد، بالإضافة الي تحديث الآليات فنحن لا زالنا نعمل بالطريقة البدائية القديمة وهو الدولاب الخشبي الذي يتم العمل به عن طريق القدمين وهو مجهود كبير جدا وخاصة كوني انثي ولكن التعود والتعلم جعلني اتمكن من التعامل معه بشكل جيد.

 

وأضافت: العمل في هذه المهنة لا يقلل من شأني أبدا بل بالعكس أعمل دون أوامر من أي شخص وأنتج أشكالا مختلفة تجعلني فخورة بكوني استطعت أن أعمل بهذه المهنة الفنية.

25 عاما احتراف بالمهنة

وأكدت سهير علي أنها تعمل بالمهنة بشكل احترافي منذ ما يقرب من 25 عاما، متابعة: بالطبع كنت قبل ذلك أعمل ولكن ليس بهذا الشكل الاحترافي في صناعة الفخار، والآن احترفت  تشكيل الفخار من صناعة زير وطواجن وأبجورات وغيرها، وأنتج منها أنواعا مختلفة.

 

واستطردت: العمل في تلك المهنة لا يرتبط بزواج أوغيره، فنحن نعمل بهذه المهنة ولا يستطيع أي زوج أن يرفض بل بالعكس بعد مرض زوجي وعدم مقدرته على العمل قمت بالعمل وتربية ابنائي وعلمتهم تلك المهنة ايضا.

وأضافت أن العمل بتلك المهنة  هو الأساس لأبنائي إلي جانب حصولهم علي شهادات من التعليم.

أجواء المناخ الصعبة 

وأشارت الي أنه من أصعب ما يواجهنا هو الأجواء المناخية غير المستقرة والتي تؤثر بالطبع علي الصناعة والمهنة بشكل كبير فليس التأثير علينا فقط كبشر، ولكن علي الطين والتسوية في القطع التي تستغرق ساعات بدأت تستغرق أياما ونخشي أن تصل إلي أكبر من ذلك، فهذا سوف يؤثر علي الإنتاج بشكل كبير، بالإضافة الي أنها لن تحتفظ بدرجة الحرارة، فالطاجن والزير يحتفظان بدرجة حرارة الاكل والمياه.

وأكدت “سهير”  أنها لا تعلم يقينا إذا كان التغيرات المناخية ستؤثر على مادة الهامر الموجودة في الفخار والتي تساعد علي الاحتفاظ بدرجة الحرارة، متابعة: الايام القادمة سوف تظهر لنا الأمر بشكل أفضل، مشيرة إلى الأمراض التي تعاني منها بسبب العمل لساعات في الطين في ظل انخفاض درجة الحرارة في الشتاء أو ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وسط الأفران.

الجريدة الرسمية