الأخضراني!
رغم انتقاد الشاعر الكبير مأمون الشناوي لإدخال تنويعات أو مشتقات لفظ الأخضر إلي الأغنية العربية إلا أن عبد الرحمن الأبنودي نجح في ذلك نجاحا باهرا.. ليس في أغنية أنا كل ما أقول التوبة في بيتها الأشهر القلب الأخضراني يا بوي.. دبلت فيه الأماني يا عين، مع العندليب فقط وإنما مع بليغ حمدي أيضا يقدم واحدة من أعذب الأغاني العربية علي الإطلاق في هذا الفلكلور حيث يغني محمد رشدي له يا نجمتين اتدوروا.. علي سطح بيتنا ونوروا.. بيتنا الصغير الأخضراني.. أبو ستاير برتقالي.. فاتح شبابيكه يصطاد النسمة الناعسة المبتسمة!
ولا نعتقد ومع الاحترام لكل شعراء الأغنية أن هناك من وصل إلي هذا الجمال في وصف البيوت المصرية الريفية علي هذا النحو! كان لللون الأخضر ولم يزل مكانة خاصة عند المصريين.. أي دعاء يفيد النجاح والوصول إلي الأهداف بسلام يقولون طريقك أخضر، ويكاد -أو ربما- يكون اللون السائد في بيوت وأضرحة أولياء الله الصالحين هو الاخضر وحتي فرش المساجد المناسب هو الاخضر، ويحتل اللون الأخضر مساحة كبيرة في أسئلة رؤيا المنام وتحليلها..
ووصف الريف المصري وخضرته جاء في روايات كثيرة وحتي في الأغنية لم يقتصر الأمر علي الأغاني أعلاه بل هناك الكثير غير أغنيتي الأبنودي وقد اخترناهما لشهرتهما فضلا عن بساطة الأبنودي وقربه من عموم المصريين، وقد إشتهر عند العرب المثل الشهير الماء والخضرة والوجه الحسن، أما التاريخ المصري القديم فتحتل الخضرة مكانة خاصة ربما كان عيد شم النسيم أهمها بكل مظاهره التي نعرفها!
إحنا أصل الأشياء كلها!