الأكثر حظا.. سيناريوهات تصعيد حلمي الجزار خلفا لإبراهيم منير في قيادة الإخوان
قبل ساعات أعلنت جماعة الإخوان عن وفاة إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد، والقيادي التاريخي بالجماعة، ومع رحيل منير دخلت الجماعة أزمة مصيرية في ظل انقسامها إلى ثلاث جبهات، الأولى كان يقودها القائم بالأعمال الراحل، والثانية يتزعمها محمود حسين الأمين العام السابق، والثالثة يحركها الكماليون، أنصار محمد كمال مؤسس حركات العنف داخل الجماعة.
لكن في الأفق يبدو أن حلمي الجزار، مسؤول القسم السياسي وعضو الهيئة العليا بالجماعة، وأحد القيادات التاريخية هو الأكثر فرصا في الفوز بهذا المنصب لأسباب عدة نوردها على النحو التالي.
الأكثر ملاءمة لقيادة الجماعة
يدعم سامح عيد القيادي السابق بالجماعة هذه الفرضية ويؤكد أن حلمي الجزار المرشح الأقوى الآن للمنصب وخلافة إبراهيم منير، موضحا أنه يقيم في تركيا وهو الوحيد الذي أعلن عن شخصه داخل الهيئة العليا الجديدة للجماعة.
هناك بعض القيادات البارزة في التنظيم التي سيتم ترشيحها على الفور مثل محمود الإبياري، وهو متخصص اقتصاد وليس سياسة، وكذلك محمد البحيري، لكنه يقيم بالسودان ومقيد الحركة، وأسامة سليمان المتحدث الرسمي، بجانب عدد آخر من القيادات، لكن المشترك بينهم جميعا تضاءل فرصهم أمام فرصة حلمي الجزار، يوضح عيد ويضيف:
بإمكان حلمي الجزار استقطاب جزء كبير من جبهة محمود حسين لاسيما أنه لايعرف كيف يتعامل مع الشباب بل وحتى جيل الوسط واصطدم بهم كثيرا، وقد تشهد الإخوان حال التصعيد المؤكد للجزار عودة بعض القيادات التي ابتعدت عن الجماعة مثل عصام تليمة وعمرو دراج وزير التعاون الدولي في حكومة الإخوان، وغيرهم من الذين فضلوا الخروج من المشهد بعد تفجر الصراع داخل صفوف التنظيم.
على المستوى السياسي، توضح مصادر أن الجزار يعتبر مهندس قيادة المرحلة الماضية وصاحب الامتياز في جعل جناح منير يقدم تنازلات تلو الآخرى من أجل التوافق مع القوى السياسية والدولة المصرية والأنظمة العربية التي أعلنت الجماعة حركة إرهابية.
كما سبق له الاعتراف قبل أشهر بالفشل في إدارة المرحلة الانتقالية وانتقد تغليب الخطاب الإخواني على الوطني ودعا الجماعة مع القوى السياسية لإعلان مراجعات شاملة، وهي كلمة لم ترد مطلقا على ألسنة الجبهات الأخرى في التنظيم بما يرجح من كفته خاصة مع تغير السياسة الإقليمية وسعي النظام التركي للتقارب مع مصر وكل البلدان التي لفظت الجماعة وحلفائها بالخارج.
عن إبراهيم منير
كان إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام توفى قبل ساعات في العاصمة البريطانية لندن عن عمر ناهز 85 عاما، وسيتم الدفن في لندن
.
ولد إبراهيم منير في 1 يونيو 1937 بمدينة المنصورة، وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1952 واعتقل ضمن تنظيم سيد قطب عام 1965 خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات قضاها في السجن.
وبعد انقضاء فترة سجنه سافر إبراهيم منير إلى الكويت قبل أن يتجه إلى بريطانيا، ويصبح الرجل القوي في التنظيم الدولي، حيث تولى أمينه العام والمتحدث باسم الجماعة في أوروبا منذ عام 1995 وأصبح في العام نفسه عضوا بمكتب الإرشاد.
حكم عليه في قضية التنظيم الدولي عام 2009 بالسجن لمدة 5 سنوات، غير أن الرئيس المعزول محمد مرسي أصدر قرارا بالعفو عنه، لكن بعد إسقاط الجماعة عن الحكم واجه إبراهيم منير عدة تهم وأحالته النيابة العامة غيابيا عام 2021 ضمن عدد من قيادات الجماعة إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ بتهمة قيادة جماعة إرهابية تهدف إلى استخدام القوة والعنف والتهديد والترويع في الداخل بغرض الإخلال بالنظام العام.
بعد القبض على محمود عزت القائم السابق بأعمال الإخوان في أغسطس 2020 تولى إبراهيم منير منصب القائم بأعمال المرشد ودخل سريعا في صراع طاحن مع شريكه السابق والأمين العام للجماعة محمود حسين وتبادلا قرارات الطرد من الجماعة.