هل يتدخل البرلمان وينقذ التعليم!
ويبقى ما نتمناه جميعًا أن تعود المدرسة مكانًا جاذبًا لطلابها ومحببًا لنفوسهم.. وتلك أهم ركائز بل بديهيات العملية التعليمية في كل الدنيا؛ فإذا أحب التلميذ مدرسته حرص على الذهاب إليها بانتظام وبذل كل جهده في تحصيل دروسه والانتفاع بما يقدمه معلموها من علم نافع، وازداد وعيه بأهمية التعليم في حياة الأفراد والشعوب وضرورة مسايرة العصر.
ولو تحقق ذلك ما رأينا تسربًا من التعليم ولا هجرة من المدارس لمراكز الدروس الخصوصية ولا زيادة في عدد الأميين الذين لا يمكنهم الاختيار الواعي الرشيد ولا ممارسة حقهم الدستوري في الانتخاب واختيار من يمثلهم، بل همه لقمة سائغة في أفواه من يسد جوعهم أو يغرهم بشعارات رنانة تدغدغ عواطفهم وتضلل عقولهم وتشوش وعيهم، وهم الأكثر عرضة لتصديق الشائعات التي تهب ريحها بلا توقف في كل فضاء.
إصلاح التعليم
نريد جيلًا واعيًا رشيدًا يملك العقل الواعي والتفكير العلمي والقدرة على الاختيار والفرز بموضوعية وعقلانية، حريصًا على التعلم والإبداع، مؤمنًا بقيمة العلم، ومحاكاة القدوة الحسنة من المربين والمعلمين ومن دون ذلك لن تبنى مصر ولن يمكنها مواكبة العصر من حولها.
كنا نرجو لو أن الوزير رضا حجازي مضى في طريقه الذي رسمه لنفسه فور توليه الوزارة لإنهاء كابوس الدروس الخصوصية وعلاج هذا الخلل لكنه فاجأنا بنسف كل ما قاله، فتقنين مراكز الدروس الخصوصية يعني اعترافًا حقيقيًا بها وتسليمًا بانتصار أباطرتها الذين جاء معظمهم من خارج الوزارة.
وبنظرة فاحصة لأسباب توغل وتوحش الدروس الخصوصية نجد أن أهم تلك الأسباب أن المدرسة فقدت دورها تمامًا وصارت بيئة طاردة للتلاميذ الذين عزفوا عن الذهاب عنها مكتفين بما يتلقونه من دروس خصوصية لدى معلمين أكثرهم غير مؤهل للتدريس.
أتمنى من البرلمان وهو الرقيب على الحكومة وعين الشعب والحافظ لحقوقه ومصالحه والمعبر عن نبضه وآماله أن يتدخل لإصلاح المسار وعدم السماح بابتعاده عن الغاية التربوية الأصيلة التي لن تتحق بما يقوله الوزير عن تقنين مراكز الدروس الخصوصية، فذلك ينطوي على تناقض صارخ بين ما كانت الدولة تفعله بالأمس وما يريده اليوم وزير التعليم الجديد.
لسنا في حاجة للقول إن التعليم القوي أساس متين لأي نهضة حقيقية إذا ما حسنت مخرجاته لتصبح قوة اقتصادية مضافة وهو ما عبر عنه الرئيس السيسي الذي يؤمن بأن بناء الوعي الحقيقي يبدأ بالتعليم الناجح والإعلام الرشيد والخطاب الديني الرشيد.. فهل نحقق هذه الرؤية الرئاسية الرشيدة.