رئيس التحرير
عصام كامل

بايدن في مصر وتحذير السفارة!

في ذات اليوم الذى أعلن فيه البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي بايدن سوف يزور مصر لحضور مؤتمر المناخ وجهت السفارة الأمريكية بالقاهرة تحذيرا للأمريكيين الموجودين في مصر للإبتعاد عن أماكن التجمعات الاحتجاجية المتوقعة في مصر ضمانا لسلامتهم! وقد يقول قائل إن السفارة الأمريكية تؤدى واجبها تجاه مواطنيها تحسبا لأية احتمالات في ظل تلك الدعوات المكثفة والقادمة من الخارج للمصريين للتظاهر يوم ١١ نوفمبر لتغيير النظام السياسي وتتحوط لأية احتمالات حفاظا على حياتهم.. 

 

وهذا صحيح ظاهريا ولكن بعد الإمعان في هذا التحذير فان مجرد إطلاقه يشى بأن السفارة الأمريكية بالقاهرة تتوقع حدوث مظاهرات في البلاد استجابة لتلك الدعوات.. فكيف يقرر الرئيس الأمريكى أن يزور مصر يوم ١١ نوفمبر وهو اليوم المحدد للمظاهرات؟

 
إن الرئيس الأمريكي لا يذهب إلى مكان إلا بعد التأكد من أنه لا يوجد به أية اضطرابات أمنية، ولديه أجهزة مخابراتية تتحقق له من ذلك وتبلغه به.. ولابد أنه قبل أن يحدد موعد زيارته لمصر، قد حصل على تقارير وافية عن الوضع الأمنى فيها، خاصة وأنه حدد موعد زيارته في ذات اليوم المحدد في الدعوة للمظاهرات.. وهذا ما دفع البعض من إعلامي الإخوان لتفسير ذلك باحتمال أن يكون الرئيس الأمريكي مطمئنا للوضع الأمنى في مصر رغم دعوات التظاهر، أو لا يعير هذه الدعوات اهتماما.

 


لذلك يبدو تحذير السفارة الأمريكيةَ للأمريكيين الموجودين في مصر مثيرا للتساؤل، خاصة وأن الوزارة التابعة لها وهى وزارة الخارجية امتدحت الحكومةَ المصرية مؤخرا لما أسمته التقدم في ملف حقوق الإنسان.. فهل ثمة اختلاف داخل أمريكا في التعامل مع مصر لا يقتصر فقط على الخلاف بين الحزبين الديمقراطى والجمهوري في السياسة الخارجية الأمريكية، وإنما امتد إلى داخل الحزب الديمقراطى الحاكم؟ الإجابة سوف تتضح في قادم الأيام.        

الجريدة الرسمية