رئيس التحرير
عصام كامل

أخلاق صافيناز كاظم!

ككل المنتمين للتيار المتطرف لا يدركون أن للموت حرمة ولا يعرفون شرفا للخصومة ولا يؤمنون بفضيلة الاعتذار عند الخطأ!.. قبل أن يشيع الروائي الكبير بهاء طاهر إلى مثواه الأخير فتحت صافيناز كاظم النار عليه.. قالت: "مات بهاء طاهر.. كان من كوابيس جيلي الثقافية.. لو جاملناه نقول.. روائي متوسط الموهبة.. استحل لنفسه جوائز كثيرة مغتصبة ممن كانوا أحق"! 

 

وسألوها عن هذه التصريحات.. كيف كان من كوابيس جيلك؟ قالت: "ولد في عام ١٩٣٥ وولدت عام ١٩٣٧ ومن جيل واحد تقريبا"! أيوه يا ست السؤال ليس عن شهادات الميلاد.. السؤال  كيف كان من كوابيس جيلك كما تتهمينه؟ لا تجد ردا!


سألوها: كيف استحل لنفسه جوائز كثيرة ومغتصبة كما تقولين؟ قالت ليس بالضرورة يكون حدث معي شخصيا لكنه حصل مع آخرين! طيب وإنتي مالك.. ما تتركي الهجوم للآخرين؟ ومن هم هؤلاء الآخرين أصلا.. وما هي الجوائز التي استحلها لنفسه؟ لا إجابة حتي تنقل علي نقطة أخري.. فتقول إنه فعل ذلك بعد عودته من الخارج وهيمن علي المجلس الأعلي للثقافة وقرر أن يرتفع فلان أو لا يرتفع فلان وهيمن علي الجوائز"!! 

 

معارك صافيناز كاظم

وبالطبع لن تقول لنا إن الجوائز المقصودة وهي النيل.. التقديرية.. التشجيعية في التفوق في المجالات الثلاثة الرئيسة: الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية لها لجان تدرسها وتبقي شهور تراجع وتناقش وتقرأ وتفحص وتبحث وتقارن.. ثم يأتي الاختيار وهو بالتصويت من لجنة كبيرة وللتصويت نصاب محدد لا يجوز تجاوزه وليس الأمر لعبة في يد أمين المجلس الأعلي للثقافة!

   
تندهش هي من كل هذا الدفاع عن بهاء طاهر -مع هجوم كاسح عليها تقريبا لندم يتخلف عنه أحد خصوصا الوسط الأدبي نفسه وهم الأقرب لشخص بهاء طاهر وقد اشتهر بالأدب الشديد والهدوء الأشد والترفع الذي لا مثيل له- وتتهم أغلب من دافعوا عنه بأنهم لم يقرأوا له!


ولم تسأل نفسها لماذا يدافعون عنه دون أن يعرفوه! ولن تتوصل صافيناز كاظم إلي الإجابة وهي أن جزءا من الأمر يتعلق بها هي نفسها.. وكيف استقر الانطباع عنها أنها منفلتة اللسان (غلاطة) وغالبا لا تمتلك الحق في خلافاتها التي لا تنتهي!
 

صافيناز كاظم تقول إنها وحدها من تحدد توقيت معاركها! ردا علي من ذكروها ب "حرمة الموت" فترد بجليطة لا مثيل لها وتقول: "ما صدام مات وفرعون مات" ليظهر جهلها بالفرق بين "حرمة الموت" و"حرمة الأموات".. 

 

 

وأن انتقاد الأموات خصوصا من انخرطوا بالعمل العام مباح لكن علي الأقل بعد تقدير مشاعر أسرته ومحبيه وننتظر حتي يستوعب الناس ما جري وتنتهي إجراءات الدفن وينتهي العزاء وتتراجع بيانات ومقالات وبرقيات وعبارات النعي والحزن ومشاطرة الأحزان.. بعدها.. وبعدها بوقت كاف يمكن تناول سيرة من رحلوا! لكن من أين ستأتي صافيناز كاظم بمثل هذه القيم؟! هل من التيار الذي تنتمي إليه؟! 
كلهن.. من زينب الغزالي إلي صافيناز كاظم.. علي ذات الشاكلة!

الجريدة الرسمية