الوزير.. واعتراف بالفشل!
الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم اعترف أمام البرلمان بأن مجموعات التقوية المدرسية غير فعالة، وهذا اعتراف رسمي بفشل الوزارة المسئولة الأولى والأخيرة عن تلك مجموعات التقوية التي تريدها بصورة أخرى تحت مسمى مجموعات الدعم، مع إسناد إدارتها إلى شركة لم يحدد الوزير اسمها ولا طبيعتها.. ولا أدرى إن كان تغيير المسمى وحده كفيل بتفعيل دور تلك المجموعات وزيادة إقبال الطلاب عليها ولا إن كان الوزير سيتدخل لوضع سقف لأسعار الدروس الخصوصية تناسب ظروف الأسرة المصرية؟!
تقنين الدروس الخصوصية
لم أكن أتصور أن يغير الدكتور رضا حجازي كلامه بهذه السرعة وفي غضون أشهر قليلة ليعلن بكلام صادم تقنين مراكز الدروس الخصوصية التي ما فتئت الحكومة تحاربها وتطارد القائمين عليها وتكلف المحافظين بغلقها.. ثم فجأة تعترف بها الوزارة وتسعى لتقنينها؟! وهكذا إنتصرت مافيا الدروس الخصوصية على الحكومة وأنهت الباقية المتبقية من التعليم إن كان هناك تعليم أصلًا.
هل ننسى ما قاله الوزير السابق الدكتور طارق شوقي الذي ظل يحارب الدروس الخصوصية ومعه الدكتور رضا حجازي بالطبع، مبشرًا بأن هناك ثانوية عامة معدلة سوف تنهي هذه الظاهرة إلى غير رجعة، وقال الدكتور طارق شوقي واثقًا إنها لن يبقى لها أي جدوى مع نظامه الجديد ولن تنفع الطلاب أو تساعدهم في فهم المناهج ولا حل الامتحانات، وأن الوزارة سوف تقوم بتوفير جميع مصادر التعلم الرقمي وتطور المناهج وتدرب المعلمين وتستعيد دور المدرسة بحسبانها مكانًا محببًا لقلوب طلابها تقدم لهم خدمة تعليمية راقية بمعايير معتمدة..
وكثيرًا ما خرج علينا الدكتور طارق شوقي بنصائح تقول للجميع: لا تستجيبوا للدروس الخصوصية لأنكم ببساطة لن تحتاجوا إليها ولن يكون لها أي تأثير يذكر في الأداء مع نظامه الجديد.. وهو انفرجت له الأسارير واستبشرت به النفوس خيرًا وحمدنا الله أن الثانوية العامة ذلك البعبع الأزلى قد انقشعت، وأن الدكتور طارق شوقي قد نفض عن كاهل الطلاب وذويهم عناء الدروس الخصوصية ومنغصاتها.. لكن مضى طارق شوقي إلى حال سبيله وخلفه الدكتور رضا حجازي الذى كان نائبه في الوزارة ليمحو ما نسجه من آمال تفاءلنا بها تماما كما تفاءلنا بتصريحات الوزير الجديد الذي ما لبث أن تراجع عنها وجاء بعكسها تمامًا.