أمين "البحوث الإسلامية": الأزهر يساهم بشكل كبير في مواجهة التطرف
قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عيّاد إن ما يعكسه منتدى "اسمع واتكلم" من رسائل مهمة يؤكد على حقيقة وهي أن الأزهر الشريف بكل قطاعاته بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إنما يعمل جنبًا إلى جنب لمحاولة الكشف عما يدور حوله من قضايا وإبداء الرؤية الشرعية فيها بما يناسب العقل ن واللغة والمقام والمخاطب، وهذا ليس بغريب عن هذه المؤسسة التي يمتد عمرها لأكثر من ألف عام، مشيرًا إلى أن هذا المنتدى جاء في حينه خصوصًا مع تنامي الاتجاهات المتطرفة وتعدد النوافذ المتشددة.
أضاف الأمين العام خلال كلمته بمنادى مرصد الأزهر "اسمع واتكلم" في دورته الثانية، بحضور الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف، الدكتور سلامة داود جمعة رئيس جامع الأزهر، والدكتور حسن الصغير أمين عام هيئة كبار العلماء، الشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وعدد من قيادات الأزهر الشريف، والمتخصصين في المجالات المختلفة أن هذا المنتدى يؤكد على أمرين: الأول التأكيد على أن التطرف لا يقف على حد الجانب المادي وإنما هناك جانب معنوي يتسلل إلى العقول، والأمر الثاني أهمية التناغم والتكامل بين المؤسسات التربوية والتعلمية والدعوية وبين شباب هذه الأمة باعتبارهم حاضر الأمة ومستقبلها؛ وبالتالي لابد من الوقوف على قضاياهم ومشاركتهم آماله وآلامهم، والاستماع إليهم ومشاركتهم الحوار والرأي، مشيرًا إلى أن هذا الملتقى أعد في مؤسسة لها المكانة في نفوس الجميع؛ فهي تقف من هذه الموضوعات موقفًا موضوعيًا تحاول فيه تجلية الأمور دون إفراط أو تفريط.
أوضح الأمين العام أن المحور الأول الذي نتوقف أمامه الحرية بين الانضباط والانفلات خصوصًا وأن هذا المصطلح نسمعه ليل نهار، والمتأمل في صحيح الشرائع السماوية يقف على أن الشرائع السماوية أكدت على حرية الإنسان حتى الحرية الدينية مكفولة للجميع، مشيرًا إلى أن هناك فرق بين الحرية وبين الانفلات أو التطاول على الثوابت وقواعد الشرع وقوانين الأخلاق، وأن هناك ضوابط تلزم عنها؛ بحيث تتجاوب مع احترام الإنسان لكرامته وآدميته ويتناسب مع أعراف الناس وعقائدهم ومعتقداتهم، ولا يعارض نصًا صريحًا أو فكرًا مستقيمًا.
وبيّن عياد أن المحور الثاني يتعلق بقضية الحوار والتي فُهمت على غير حقيقتها في كثير من الأحيان؛ ولكن ينبغي أن نعي ما هو الحوار؟ وما الآلية المناسبة له؟ وكيف نحاور؟ ومن نحاور؟؛ فالحوار مبدأ أصيل في الشريعة الإسلامية؛ دعا القرآن الكريم إليه ورغب فيه، وطبقه النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك صحابته من بعده وفق رؤية منهجية صحيحة تحفظ لكلا المتحاورين ما له من حقوق وتلزمه بأداء ما عيله من واجبات.
أشار الأمين العام إلى أن المحور الثالث يتعلق بالمرأة؛ تلك القضية التي يحاول البعض الارتكاز عليها في اتهام الإسلام، والانتقاص من قدر نبيه صلى الله عليه وسلم، والتطاول على كتابه؛ مؤكدًا أن المرأة لم ولن تجد لها مكانًا في أي حضارة مثل الإسلام؛ حيث وضع لها مكانًا يتناسب مع مكانتها ومقامها ويكفي قول النبي صلى الله عليه وسلم "النساء شقائق الرجال"، وأكد أنها شريكة للرجل في البناء والعمران والخلافة.
وختم الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية العام ببيان أن المحور الرابع يتعلق بقضية مهمة الحديث عنها ضرورة حياتية وفريضة دينية وهي قضية الشذوذ؛ خصوصًا مع تنامي هذه الدعوات التي يُنظر إليها أنها باب من أبواب التقدم والتحضر؛ والتي لا يراد منها إلا تفكيك هذه الكتلة الصلبة وهي الأسرة؛ حيث تتم مناقشتها وفق الأطر العلمية والآثار الطبية والنتائج المجتمعية.