رئيس التحرير
عصام كامل

العشماوي: شيخ الأزهر يحمل هم الأمة الإنسانية وأصبح نموذج للتعايش المشترك

الدكتور محمد إبراهيم
الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه

أكد الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف يقوم بجهد كبير وملموس في مسألة التعايش السلمي والتقريب بين الأديان والمذاهب، حتى صار نموذج للتعايش السلمي المشترك من خلال جهوده الواضحة للعيان، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي ترجمة لجهود مؤسسة الأزهر والتي تكون دائما في قلب الأحداث خاصة أن العالم الآن يعاني من ضجيج الحروب والصراعات مما يتحتم على قادة الأديان والأزهر الشريف أن يسعوا إلى طريقة للاتفاق والتعايش بين هذه الأديان وأصحاب الصراعات المتناحرة في العالم.

 

وأضاف "العشماوي" لـ"فيتو" أنه كان نتيجة لجهود شيخ الأزهر في تعزيز قواسم العيش المشترك هو توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية" مع بابا الفاتيكان، وغيرها من الأحداث التي تبرهن على جهود الأزهر الشريف أصبحت واضحة للجميع ونجحت في عملية التقريب بين الأديان، مؤكدًا أن شخصية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ساهمت في تقبل وجهة النظر الأزهرية وتقريب المسافات بين أتباع الأديان، حيث جاءت كل كلمات شيخ الأزهر في الفترة الماضية داعية لنبذ العنف والتطرف، مما يدل على أنه يحمل هم الأمة الإسلامية والعالم أجمع ويريد أن يجعل السلام رسالة عالمية تتخطى حاجز الدعوة والقيادة الدينية، كما أن كلمات شيخ الأزهر كانت تتمحور حول أهمية العيش في سلام بين الجميع ونبذ العنف والتطرف.

 

ويرى أستاذ الحديث في جامعة الأزهر أن لقاء شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان المرتقب في مملكة البحرين من شأنه أن يخف من حدة الصراعات بين الأديان خاصة مع زيادة مساحة تقبل الآخر وزيادة قواسم العيش المشترك، وأن هذا يتماشى مع حكمة المولى عز وجل من إختلاف الناس في دياناتهم ومحاولة القضاء على فكرة اختلاف تعد مخالفة لحكمة المولى عز وجل، وهو المعنى الذي يدركه فضيلة الإمام الأكبر حيث يعمل الأزهر على إيجاد صيغة تفاهم  وحوار بين أصحاب الأديان المختلفة في المساحات الإنسانية المشتركة بينهم، وهو ما يتم من خلال الاجتماعات المشتركة بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، وذلك باجتماع رموز الديانتين الإسلامية والمسيحية، لافتا إلى أننا في حاجة شديدة إلى زيادة مساحة التعايش المشترك والتفاهم وهو الأمر الذي لا يعني التنازل عن الدين كما يعتقد البعض حيث نؤكد أحقية تمسك كل شخص بدينه، لكن مع وجود مساحات مشتركة بين البشر جميعًا وهو أننا جميعًا بشر ويجمعنا مسمى "الإنسانية" ونعمل على إعلاء تلك القيمة بغض النظر عن الدين واللغة.

 

وبعض "العشماوي" رسالة إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان قبل اللقاء المرتقب بينهم في مملكة البحرين أن يبذلوا غاية جهدهم في السعي لزيادة مساحة التفاهم بين الأديان وبين المذاهب المختلفة بين أتباع الدين الواحد حتى يعيش العالم في آمان وسلام قائلًا: "أشد على أيدهما وأؤكد كل المحاولات المبذولة من الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان في هذا الصدد".

وتستعد مملكة البحرين لإقامة ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» يومي الخميس والجمعة 3 و4 نوفمبر المقبل، تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، ونحو 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى شخصيات فكرية وإعلامية بارزة.

الجريدة الرسمية