تمت في دولة إقليمية ودبرها المقربون له.. باحث يكشف تفاصيل صفقة التخلص من أيمن الظواهري
كشف الدكتور صبرا القاسمي، الباحث والخبير في شئون التيارات الإسلامية، تفاصيل صفقة التخلص والإيقاع بـ أيمن الظواهري قائد تنظيم القاعدة، مشيرًا إلى الدور الذي لعبه مجدي سالم الإرهابي الهارب، ومحمد الغزلاني الإرهابي الهارب، والذي بدأ عقب إدراج الولايات المتحدة الأمريكية لهما على قائمة الإرهاب.
وأكد القاسمي أن وزارة الخزانة الأمريكية، كانت أشارت في بيان لها إلى أن هؤلاء الإرهابيين يتعاونان في نقل الأموال من وإلى تنظيم «داعش» الإرهابي، والوجه الآخر للمعلومة كان على أراضي تركيا المقيم فيها الإرهابيان الهاربان الآن، فعلى الفور تحركت أجهزة الأمن التركية، وتم إلقاء القبض على «الغزلاني»، وتم وضعه قيد الإقامة الجبرية لفترة قصيرة.
وأكد القاسمي في تصريح لـ "فيتو" أنه تم عقد الصفقة الأولى مع "الغزلاني" بأن تركيا لن تسلمه للولايات المتحدة، مقابل أن يمنحهم كل المعلومات التي لديه عن تنظيم «داعش» عقب ارتكابه حادث كرداسة 2014.
يشار إلى أن «الغزلاني» غادر مصر بعد الحادث الأليم، وهو ينتمي إلى تنظيم الجهاد المصري القديم، وبعد مغادرته مصر سافر إلى ليبيا، وكان قريبًا من هشام عشماوي، وعندما سافر إلى ليبيا لم يكن أمامه سوى الإقامة في معسكرات القاعدة التي استقبلته.
وفي البداية لم يكن مقتنعًا بفكر القاعدة، ولكن عندما وصل إلى تركيا والتقى مجدي سالم الذي انضم إلى تنظيم القاعدة بعد أن كان جهاديًّا قبل أحداث 2011 تغيرت مواقفه وقناعاته تجاه التنظيم.
الانضمام لداعش
وتابع القاسمي: مجدى سالم قام بتزكية محمد نصر الغزلاني لدى قيادات تنظيم القاعدة، وساعده في الالتحاق بها، ولكن بعد ظهور تنظيم داعش أُعجب بفكر «داعــش» وانخرط في أوساط تنظيم داعــش، وكان له ثلاثة أصدقاء كانوا محبوسين معه فى السجن من العناصر الشيشانيًّة، وكان أبرزهم عمر قديروف، وكان منتميًا لتنظيم القاعدة، ثم بعد ذلك انضم لتنظيم داعش الإرهابي، وقبل الدواعش انضم محمد نصر الغزلاني إليهم، و«قديروف» هو من ساعده على ذلك.
وأضاف القاسمي: تمكن الغزلاني من اختراق تنظيم داعش، والحصول على معلومات سرية ودقيقة للغاية ثم انتقل من الأراضي التركية إلى الأراضي السورية أكثر مرة، وكان يذهب إلى سوريا للتدريب في معسكرات داعش هناك، وكان يعمل على إدخال الراغبين في الانضمام للتنظيم إلى الأراضي السورية، وكان بمثابة أخطبوط تربطه علاقات قوية جدًّا مع كافة المهربين على الحدود السورية التركية، يستخدم أسلوبًا بالغا في الخداع لإدخال الشباب إلى أراضي داعش.
وتابع: على ضوء الصفقة السابقة بدأ يأخذ محمد الغزلاني وضعا ً جديدا وأصبح له نفوذ، وبدأ يتردد على المقرات الأمنية هناك، وتزامنا مع ذلك تم إلقاء القبض على مجموعة من عناصر تنظيم داعش وعددهم 18 إرهابيًّا داعشيًّا، منهم ثلاثة من خلية البغدادي زعيم تنظيم داعش الأسبق، ومنهم عمر قديروف وبعدها بفترة قصيرة جدا تم مقتل البغدادى فى غارة للقوات الأمريكية فى منطقة إدلب شمال سوريا، ثم جاء بعد ذلك خليفة البغدادي، وتم اغتياله أيضًا فى غارة للقوات الأمريكية.
تسريب مكان الظواهري
وقال القاسمي: إن الصفقة الثانية بين محمد الغزلاني رجل القاعدة وعميل أجهزة الاستخبارات، كانت تسريبه معلومة بالمكان الذي كان يختفي فيه الظواهرى، فهو كان الصديق المقرب جدًّا لـ مجدي سالم، فقد كان يتواصل مع الظواهرى منذ عامين تقريبًا؛ لإعداده ليكون أميرا لفرع تنظيم القاعدة فى مصر وشمال إفريقيا.
واستطرد أنه تم التوافق مع الظواهري على إعلان اسم حركى لـ مجدي سالم كما زوده بمعلومات عن عناصر القاعدة الموجودين فى مصر وشمال إفريقيا حتى يتولى قيادتهم، كما جرى تزويده بوسائل للاتصال بهم.
واستزاد: هذه المفاوضات التي كانت تُجرى بين الظواهري وسالم فى هذا الشأن تمت عبر عدة اتصالات تليفونية، تقريبا اتصال واحد كل ثلاثة أشهر؛ لأن هذه الاتصالات لها إجراءات تأمين على أعلى مستوى؛ حتى لا يتم تتبعه والوصول لمكانه، وكان سالم يفخر بمكالمته لأمير تنظيم القاعدة أمام محمد الغزلاني وقال له: «أنا بكلم أيمن الظواهري».
واستكمل: ربما اختار الغزلاني توقيت إعلان مكان أيمن الظواهري حتى تتم عملية تصفيته في 11 سبتمبر تزامنا مع ذكرى هجمات 11 سبتمبر، حيث إنه أعطى المعلومة لجهاز الاستخبارات التركية قبل مقتل الظواهري بـ 15 يومًا، وبدورها قامت المخابرات التركية بإرسالها لجهاز الاستخبارات الأمريكية والتى قامت بتنفيذ عملية التصفية.
وتابع القاسمي: إن القوات الأمريكية نفذت الغارة على منزل «الظواهري» بطائرة بدون طيار؛ حتى تغطي على عناصرها الموجودين على الأرض هناك، مستدلًّا على ذلك بأن طالبان لم تجد جثة «الظواهري»، مختتما بقوله: تتردد أقاويل حول أن هذه العملية كانت لصالح الجبهة الموالية لإيران فى تنظيم القاعدة.