الأعنف منذ 20 عامًا.. تفاصيل العدوان الإسرائيلي على عرين الأسود في نابلس.. الاحتلال يستخدم صواريخ مضادة للدروع وطائرات مسيرة
نابلس.. الزمان بعد منتصف الليل بقليل، أما المكان فهو حارة الياسمينة و"حوش العطعوط" خاصة في قلب البلدة القديمة لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، والهدف الإسرائيلي الوصول إلى مقاومين في مجموعات "عرين الأسود".
العدوان الغاشم، الذي يعد الأعنف منذ 20 عاما، على مدينة نابلس في الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء، خلف 5 شهداء، بينهم وديع الحوح القيادي البارز في مجموعات "عرين الأسود" المقاومة، إلى جانب الشبان حمدي شرف وعلي عنتر وحمدي القيّم، بينما أُعلن صباحا استشهاد أحد عناصر "العرين" أيضا وهو مشعل بغدادي، متأثرا بجروح حرجة أصيب بها في الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي.
من رأس العين وحارة الياسمينة
ومن محاور عدة اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية البلدة القديمة في نابلس بعد منتصف الليلة الماضية، كان أبرزها حي "رأس العين" في شرق البلدة، وهناك استشهد الشاب حمدي القيم (35 عاما).
ومن ثم جاء الاقتحام الآخر للقوات الخاصة إلى "حارة الياسمينة"، وسط البلدة القديمة تقريبا، حيث اكتشف أمر تسللها بواسطة عناصر من الأمن الفلسطيني، ليقع اشتباكا مسلحا بين الطرفين أدى إلى إصابة عدد من العناصر الأمنية.
لحظة الاشتباك
وكان اكتشاف القوات الخاصة في سوق البصل، قرب حارة الياسمينة، جرس إنذار لمجموعات المقاومة، لا سيما بعد استشهاد الشابين حمدي شرف وعلي عنتر في بداية تسلل الجنود الإسرائيليين، ليتتبع المقاومون بدورهم جنود الاحتلال ويواجهونهم بإطلاق النار المباشر ومحاصرتهم في المكان، وبالتحديد بالقرب من "حوش العطعوط" حيث وقعت الاشتباكات الأشد منذ الاجتياح الإسرائيلي للمدينة إبان الانتفاضة الثانية عام 2002.
وعلى إثر ذلك، دفع جيش الاحتلال بقوات إضافية من جنوده إلى البلدة القديمة، تحت غطاء كثيف من النيران من النقاط العسكرية الإسرائيلية المحيطة بمدينة نابلس والجاثمة فوق جبليها (جرزيم وعيبال) وباتجاه منطقة دوار الشهداء وسط نابلس وحارة الياسمينة.
يقول أحد شهود العيان: إن الاحتلال أطلق إلى جانب الرصاص الكثيف "الصواريخ المضادة للدروع" باتجاه منزل تحصّن به عدد من المقاومين، وهو ما أكده الإعلام العبري أيضا ومشهد الدمار الذي خلَّفه جيش الاحتلال في المنطقة المستهدفة.
يضيف شاهد العيان أن الاشتباكات كانت تشتد من ساعة لأخرى، واستمرت حتى الثالثة فجرا، ومع كل صلية رصاص كانت تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي رسائل المقاومين وبيان "عرين الأسود" حول تصديهم لجيش الاحتلال ودعوتهم لمؤازرة المقاومة ونصرتها، ليندفع عشرات الشبان إلى التدفق على البلدة القديمة رغم انتشار القناصة والوحدات الخاصة الإسرائيلية والاشتباكات العنيفة.
اشتباكات وإضراب
وفي الميدان وخلال اشتباك المقاومين مع جنود الاحتلال بمدينة نابلس، نفذ مقاومون من "كتيبة جنين" (مجموعات مقاومة في جنين شمال الضفة) عمليات إطلاق باتجاه حاجز الجلمة شمال المدينة.
بينما اشتبك فلسطينيون آخرون مع جيش الاحتلال عند حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، واندلعت مواجهات عنيفة بقرية النبي صالح شمال غربي رام الله حيث استشهد الشاب قصي التميمي (20 عاما).
وأُعلن الإضراب الشامل بمحافظة نابلس لكنه امتد ليشمل مناطق واسعة بالضفة الغربية، بينما أعلنت جامعتا "النجاح" بنابلس و"بيرزيت" في رام الله تعطيل الدراسة، ودعت بيانات للكتل الطلابية إلى الاشتباك مع الاحتلال ردا على اغتيال المقاومين وتضامنا مع نابلس.