رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية العوضي وعامل النظافة !

في كل الأحوال فقد حسم الله سبحانه هذه الأمور ووضع قوانينه المحددة الواضحة الحاسمة وأولها إن الأعمال بالنيات، وثانيها إن الحكم علي النيات لا يكون ولا يمكن أن يكون إلا لله وحده.. وثالثها قوله في كتابه الحكيم: "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ".. ولذلك نترك أمر النيات لله.. وحده من يعلم نية الفنان أحمد العوضي ولا يصح معها أن نقول إنه سعي لأشياء أخري.. 

 

وعمل الخير مباح أن يكون وفقا للآية علنيا.. والحكمة هي تشجيع الآخرين علي السلوك ذاته.. ولكن هنا لنا عدة ملاحظات أو قل نصائح:
الصدقات وأعمال الخير العلنية يفضل -يفضل- أن تكون في المنافع العامة.. كبناء مدرسة أو مشغل أو دار أيتام أو رصف طريق أو سبيل للمياه علي الطريق أو الذبح للصدقات وتوزيع اللحوم علي الغلابة أو دفع المصروفات المدرسية جماعيا للتلاميذ غير القادرين..

 

وفي الصدقات الفردية تفضل أن تكون كلها سرية، أما في الإضطرار لتكون علنية فلتكن في سداد الديون أو الغرامات والكفالات وفي أقصي تقدير سداد تكلفة العمليات الجراحية أو رسوم وتكلفة السفر للحج والعمرة.. أما إطعام الطعام والكساء بالملابس فتفضل -تفضل- أن تكون سرية بل وشديدة السرية!

 

لكن -والنية كما اتفقنا لله-  وبعيدا عن تفاصيل الواقعة وحيثياتها وتداعياتها ربما يكون أحمد العوضي أراد إشاعة جو من البهجة لعامل النظافة وأن يرد اعتباره أمام موظفي المطعم صاحب الواقعة أو كجزء من حفظ كبريائه -وفق تقديره- أمام أهله وعائلته وجيرانه!

 

 

في كل الأحوال.. أصاب أحمد العوضي أو أخطأ هو مشكور في كل الأحوال لكن كل امنياتنا أن نري فنانا أو لاعب كرة أو شخصية عامة أو رجل أعمال أو ثري أعطاه الله ولا نعرفه يلبي كل يوم حاجة فقير أو محتاج.. مرة حتي كل شهر.. أو كل نصف عام.. كل عام.. بالشكل العلني الذي رأيناه.. وذلك خلاف ما ينفقونه سرا وبعيدًا عن زكاتهم المفروضة شرعا وضرائبهم الواجبة قانونا.. لتحصل أسرة علي سكن وأخري علي فرصة عمل لعائلها وثالثة لسداد ديون والرابعة بتحمل تكاليف فرح إبن أو إبنة وبذات الصورة ال "بابا نويلية" التي فعلها أحمد العوضي.. سيكون مجتمعنا عندئذ أفضل كثيرا.. مع تذكرنا الدائم أن الأعمال بالنيات ! 
بس يعملوا!

الجريدة الرسمية