شعبنا أوعى من أن يخدعه أحد!
ألا يقتضينا ما يحذر منه الرئيس السيسي من خطورة الشائعات كجريمة تهدد أمن أي مجتمع.. أن نتنادى جميعًا -إعلامًا ومفكرين ومجتمعًا مدنيًا- لدرء كل مفسدة وشحذ كل عزيمة واستنهاض كل همة بخطاب مستنير مقنع وحقائق لا تقبل التشكيك لتحصين جبهتنا الداخلية بوعي صادق أمين يدرك تحديات وواجبات المرحلة. صحيح أن التاريخ -قديمًا وحديثًا- يثبت أن شعبنا أوعى من أن يخدعه أحد أو يمارس عليه وصاية من أي نوع؛ وخصوصًا بعد الذي رآه من فوضى وخراب وتراجع أعقب ثورات الربيع، وأودى بنا في طريق خطر لا نزال نعاني آثاره وندفع فاتورته الباهظة..
لكن رغم هذا الإدراك الواعي لشعبنا وبصيرته الصافية فهو في حاجة ماسة ودائمة لمن يذكره بواجبات الوقت وأولوياته؛ فمشاغل الحياة تنسي ومتاعب الدنيا تلهي؛ والذكرى تنفع المؤمنين، كما ترشدنا آيات الذكر الحكيم.
ولا يخفى ما تمثله مصر من أهمية جيوسياسية عالمية تجعلها محط اهتمام دائم لكل الدنيا؛ وقد تعرضت ولا تزال لموجات اعتداء ومحاولات لفرض السيطرة والهيمنة، وها هي تتعرض لموجات عاتية من الشائعات والتشكيك ومحاولات نشر الفوضى وخلخلة مؤسساتها وتوهين عزيمة شعبها بأساليب شتى من حروب الأجيال الحديثة؛ وهي جرائم لا يقل خطرها وتدميرها عن جرائم الإرهاب الدامي.
ويبدو طبيعيًا في سياق كهذا أن يواصل الرئيس رسائله التي تنبه وتحذر.. وفي المقابل علينا جميعًا ألا نستهين بما يحيط بنا وأن نكون على أهبة الاستعداد لدرء هذا الخطر متعدد الأوجه والأذرع ولن يقينا شره إلا وحدتنا ووعينا واحتشادنا خلف راية الوطن.. وأن تبذل الحكومة كل ما بوسعها للتيسير على حياة المواطنين ومواجهة غلاء الأسعار والسلع الذي لا يتوقف والأهتمام بالتصنيع والتصدير والزراعة..
ويخطيء كل الخطأ من يلتحف برداء الخارج أو يعوِّل عليه.. فهذا هو الرهان الخاسر.. وأروني دولة صارت مصائرها بيد غيرها ثم عادت من طريق الضياع والخراب.. وكما يقول المفكر الإنجليزي كبلنج"إذا لم يكن لديك قضية تموت من أجلها فلا تستحق حياة وهبك الله إياها".