رئيس التحرير
عصام كامل

مقاومة بدون انتماءات سياسية.. "عرين الأسود" كابوس لقادة الاحتلال.. تعيد عصر البطولات.. تثير رعب إسرائيل.. وتؤسس لثورة فلسطينية عارمة

عرين الأسود
عرين الأسود

تفجرت موجة من الرعب في إسرائيل بعد العمليات التي قامت بها مجموعة "عرين الأسود" ضد جنود الاحتلال والمستوطنين.

"عرين الأسود"، نموذج فلسطيني مقاوم، لها من اسمها نصيب، فعلى الرغم من حداثة تشكيلها أوجعت الاحتلال الإسرائيلي وضربت منظومته الأمنية في غير عملية نفّذتها في مقتل، بل وباتت تشكّل كابوسًا لقادة الاحتلال، وأوقفتهم حائرين عاجزين أمام شباب فلسطيني مقاوم يحملون إرادة قتال فولاذية ويتطلعون إلى الحرية والانعتاق من الاحتلال.

نجحت "عرين الأسود" في التأسيس لثورة فلسطينية عارمة وتبنّي حاضنة شعبية لها في محافظة نابلس، وظاهرةٌ كهذه تعد امتدادًا لتاريخ طويل من البطولة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.

وفي المقابل، يقوم الاحتلال بشكل يومي بحملة اعتقالات واسعة تخللها مقتل أكثر من 100 فلسطيني منذ بداية العام بينهم مسلحون ومدنيون وأطفال.

وبينما تستمر العمليات الإسرائيلية تقوم التنظيمات المسلحة الفلسطينية بعمليات اشتباك مسلح أوقعت في الأسابيع الماضية خسائر في صفوف جيش الاحتلال.

من هي المجموعات المسلحة الفلسطينية؟

تنشط أذرع حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى في مناطق الضفة الغربية المحتلة.

لكن مجموعة "عرين الأسود" الجديدة أصبحت واحدة من أبرز المجموعات المسلحة في الضفة والتي لا تنتمي لأي فصيل سياسي.

وأصبح القضاء على هذه المجموعة أحد أبرز أهداف الجيش الإسرائيلي في ظل تصاعد قوتها العسكرية وحاضنتها الشعبية.

إلا أن الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحييد الأخطار والتهديدات وتحديد نوعية الشباب الذين يلتحقون بالمقاومة وتشكيلاتها والمناطق التي يخرجون منها والبيئات التي تدعمها، يعكس نجاح "عرين الأسود" كنموذج فلسطيني مقاوم، وما صعّب مهمة الاحتلال هو أن كثيرًا من الشبان المنضمين حديثًا إلى المقاومة غير مدرجين في قوائم المتابعة والمراقبة الأمنية، بل إن أكثر ما يعكس إرباكه وفشله الأمني هو اللجوء إلى محاربة "عرين الأسود" عبر منصات التواصل والطلب بإغلاق منصاته نظرًا إلى حال التأثير الملموسة التي باتت تشكّلها وتنعكس على المشهد في الضفة الغربية والقدس.

كيف تأسست "عرين الأسود"؟

هي مجموعة مسلحة يتركز نشاطها في مدينة نابلس خاصة في منطقة حي الياسمينة.

ولا تنتمي لأي فصيل فلسطيني واستطاعت أن تجند عشرات الشبان الفلسطينيين خلال الأشهر القليلة الماضية.

البداية من "كتيبة نابلس"

بدأت مجموعة عرين الأسود نشاطها المسلح تحت اسم "كتيبة نابلس" في شهر فبراير الماضي وكان عدد عناصر الكتيبة في حينها لا يتجاوز العشرة مسلحين، الذين تأثروا بـ"كتيبة جنين" التي بدأت عملها المسلح في مخيم جنين للاجئين منتصف العام الماضي.

واعتقلت القوات الإسرائيلية بداية هذا العام الشاب عبد الرحمن شاهين، من مدينة نابلس، بتهمة إطلاق النار على القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها للمدينة. ولم تمض أسابيع حتى قامت بتصفية ثلاثة شبان داخل مركبتهم في حي المخفية، وهم: محمد الدخيل وأدهم مبروكة وأشرف مبسلط، حيث اتهمهم جيش الاحتلال الإسرائيلي حينها بنية تنفيذ عملية إطلاق نار على أهداف إسرائيلية.

انتشرت صورهم ومقاطع مصورة لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تطبيق "تيك توك"، ليخرج بعد عدة أشهر عشرات الشبان المسلحين الملثمين في عرض عسكري داخل أزقة البلدة القديمة في مدينة نابلس، الأمر الذي أدى أقلق السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

هل تملك حاضنة شعبية؟

استجاب مئات الفلسطينيين لنداء تضامن أرسل عبر قناة "تليجرام" التابعة لعرين الأسود، والتي يشترك فيها أكثر من 130 ألف متابع، حيث طُلب من المتابعين الصعود إلى أسطح المنازل وإطلاق التكبيرات تضامنًا مع المقاتلين الذين يشنون هجمات مسلحة على أهداف إسرائيلية.

ونشرت مقاطع مصورة من كافة المناطق الفلسطينية لمواطنين خرجوا للتضامن مع المجموعة المسلحة التي تشكلت مؤخرًا. حيث خرج شبان فلسطينيون يهتفون بشعار "العرين ما يلين" في كافة محافظات الضفة الغربية والقدس الشرقية.

تحركات جيش الاحتلال

وعلى الجانب المعادي، عقد قادة المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل اجتماعات طارئة لبحث التهديدات التي تشكلها مجموعة عرين الأسود وباقي الفصائل.

وقد أغلقت إسرائيل مؤخرا العديد من المناطق في محيط نابلس وشرقي القدس باستخدام السواتر الترابية والمكعبات الأسمنتية.

وفي الختام، تمثل مجموعة "عرين الأسود"، والمجموعات الشبيهة التي تشكلت هذا العام في شمال الضفة الغربية، مثل "كتيبة جنين" و"كتيبة طولكرم" و"كتيبة طوباس"، نموذجًا جديدًا من العمل السياسي الفلسطيني بشكله المسلح والشعبي.

وهي مجموعات تضم شبانًا متحمسين شبابية للقتال تحت رايات جديدة لا تتبع أيًا من الفصائل السياسية التقليدية، تطمح لاستعادة أمجاد المقاومة الفلسطينية.

الجريدة الرسمية