رئيس التحرير
عصام كامل

تعليمات الوزير ومصاريف المدارس!

أكثر من خبر تم تداوله مؤخرا يفيد عدم امتثال مدراء مدارس لتعليمات وزير التعليم، والخاصة بعدم حجب الكتب المدرسية عن التلاميذ الذين لم يسددوا المصاريف المدرسية، وآخر هذه الأخبار هو قيام أب بإشعال النار في نفسه لعدم إعطاء المدرسة الكتب المدرسية لابنه لأنه عجز عن سداد المصاريف المدرسية.. وهنا لابد أن نسأل لماذا يمتنع بعض مديرى المدارس عن تنفيذ تعليمات الوزير ويحجبون الكتب المدرسية عن التلاميذ الذين لم يسددوا المصاريف المدرسية، رغم أنهم في الأغلب يعانون مثل أولياء الأمور من الضغوط المعيشية؟! 


وهذا سؤال يتردد أيضا كلما تعاملنا مع الجهاز الإدارى الذى يتسم بالتعقيد ، ويغلب عليه الطابع البيروقراطي، وتحتاج إجابته لدراسة وبحث عميق.. فالمفترض أن من يعيش ذات الظروف الصعبة يشعرون بأوجاع ومعاناة بعضهم البعض ويتضامنون معهم ويسهلون لهم أمورهم، لا أن يزيدوا مصاعبهم ومعاناتهم وآلامهم.. بينما ما يحدث هو العكس والنقيض تماما.. إنهم يعذبون بعضهم البعض، وكأن ما يتحملونه من متاعب الحياة لا تكفى!

 
هنا يتضح وجود خلل مجتمعى يحتاج لعلاج، وتحديدا ما يخص تعامل أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة مع بعضهم البعض، وليس فقط تعامل الأغنياء معهم.. وهذا الخلل يحتاج لعلاج.. وحتى يتم علاجه يتعين على السادة المسئولين أن يراعوا ذلك وهم يصدرون التعليمات والتوجيهات التي تخص أعمالهم.. 

 

 

فلا يكفي أن يصدر وزير التعليم أوامره بعدم حجب الكتب المدرسية عن التلاميذ الذين لم يدفعوا المصاريف المدرسية، وإنما يتعين عليه أن يتأكد على أرض الواقع أن تعليماته تنفذ ولا أحد يتهرب من تنفيذها.. فهذا سوف يمنع أية عواقب سيئة كما حدث مؤخرا.. وهنا نذكر أن تعليمات السيد الوزير بخصوص مواعيد  بدء الدراسة لم تحترم من كل المدارس الدولية!   

الجريدة الرسمية