عن البطل صاحب أول ضربة جوية!
في تاريخهم -وقد كتبوه ونشروه وروجوا له لأربعين عاما- لا يعرفون أحد من قادة القوات الجوية إلا اللواء طيار أو الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ولكن في تاريخ قواتنا الجوية ذاتها هناك اللواء مدكور أبو العز وقد يتذكر الناس إسمه علي عدد من الشوارع دون معرفة تاريخه وما قدمه لوطنه.. وقد تولي قيادة السلاح المهم في أصعب أوقاتها علي الإطلاق من ١١ يونيو ١٩٦٧ وبعده تولي اللواء طيار مصطفى شلبى الحناوى والذي قاد السلاح من نوفمبر ١٩٦٧ وحتي يونيو ١٩٦٩، ومن بعده تولى اللواء طيار علي البغدادي الذي قدم جهده لوطنه حتى أبريل ١٩٧٢!
أول ضربة جوية
ولذلك كان الانتصار العظيم في أكتوبر ١٩٧٣ -مع كامل التقدير لدور الرئيس مبارك في حرب أكتوبر- حاصل جهد وعرق وسهر وتعب عدد من القادة عمل معهم عدد آخر من قادة أركان القوات الجوية وعدد آخر أكبر طبعا من قادة السلاح..
عند الفريق مدكور أبو العز نتوقف.. هذا الرجل الذي استدعي من موقعه كمحافظ لأسوان ليعيد الكبرياء للقوات الجوية فأعادها بالفعل بعد اربعين يوما فقط من نكسة ١٩٦٧!! كثيرون لا يعرفون إلا معركة رأس العش دليلا علي صمود مصر وعدم انكسارها، وقتها ثم إغراق إيلات كتأكيد لهذا الصمود وانتصار الإرادة المصرية، لكن لا يعرفون أن القوات الجوية بقيادة مدكور أبو العز هاجمت ليومين في ١٤ و١٥ يوليو ١٩٦٧ لعدة مرات قوات العدو الإسرائيلي في سيناء مستخدما تكتيك الطيران المنخفض بعدد طائرات كبير وسط ذهول العدو وصراخ قياداته وكانت أول ضربة جوية عنيفة وطويلة ومركزة بعد العدوان!
تكتيك الطيران المنخفض إستخدم فيما بعد ونجح في أكتوبر المجيد ليكون مدكور أبو العز هو الذي أقره وكان محقا تماما! الشائعات عن علاقة أبو العز بالقيادة كثيرة أغلبها غير صحيح -مجالها مقال آخر- وهدف مروجيها التشويش علي الموضوع الأصلي -الذي يعنينا اليوم وحده- وهو أن ابطالنا كثيرون كلهم أخلصوا وساهموا في النصر العظيم كما أن جيشك -أيها المصري- لم يعرف الانكسار.. ولا الاستسلام..
وعلي السادة حاملي عبارات الإحباط ( الذل..العار.. الوحل) مراعاة فروق التوقيت وربما الأفضل أن تحكوا لشعبنا عن بطولات قادته والعظماء منهم -وكلهم عظماء- وقد صنعوا أمجاد خالدة.. باقية إلى الأبد!
في عيد القوات الجوية المجد لشهداء وأبطال القوات الجوية ولكل شهداء وأبطال جيشنا العظيم..