زي النهاردة.. الدولة العثمانية تعلن استسلامها في الحرب العالمية الأولى وكوارث بالجملة
في مثل هذا اليوم من عام 1918، أعلنت الدولة العثمانية استسلامها في الحرب العالمية الأولى التي غيَّرت الخريطة السياسية لأوروبا.
نتائج الحرب
اختفت الإمبراطوريات الثلاثة الألمانية والنمساوية المجرية والروسية وأخيرًا الدولة العثمانية، واستعادت العديد من الدول استقلالها وتشكلت دول جديدة أخرى.
تضررت بلجيكا وصربيا بشكل كبير جدًا ووصل عدد ضحايا الجنود إلى 1.4 مليون جندي، دون حسبان الخسائر الأخرى، إذ قال المسئولون أنذاك إن فرنسيًا واحدًا كان يُقتل في كل دقيقة خلال الفترة الواقعة بين نشوب الحرب في أغسطس 1914 إلى فبراير. وتأثرت بالمثل مملكة ألمانيا.
اختل التوازن الاجتماعي بين الذكور والإناث؛ إذ كان القتلى والجرحى خلال الحرب من الرجال ومن الشباب بصفة خاصة، بينما كانت خسائر النساء قليلة جدًا وكان الغالبية العُظمى من ضحايا الحرب من مواليد الربع الأخير من القرن 19، لذلك كان طبيعيًا أن تهبط نسبة المواليد خلال فترة الحرب لافتراق الأزواج عن زوجاتهم.
وبعد الحرب ارتفعت هذه النسبة بسرعة كبيرة مما أثر على الحركة التعليمية واليد العاملة فيما بعد. إذ واجهت المدارس عام 1930 نقصًا في عدد التلاميذ الذين أعمارهم بين 11-15 سنة، كما نقص عدد المجندين للجيوش إلى نصف العدد المطلوب خلال الفترة بين 1934-1939.
وفي بعض الدول فقدت الطبقات الاجتماعية الرفيعة أعدادًا من شبانها بشكل مذهل، نخبة الجامعات البريطانية مثل أوكسفورد وكمبريدج لم يستطيوا النجاة من الحرب كما فقد الطلبة 31% من أعضاء هيئة التدريس اللذين التحقوا حديثًا بجامعة أوكسفورد في عام 1913.
وكذلك الحال بالنسبة لمدرسي المدارس الثانوية الفرنسية والتي فقدت 26 من أصل 27 من طلبتها اللذين كانوا على وشك التخرج عشية عيد ميلاد 1914، والعضو الوحيد الذي بقي حيًا كان قد أُعفي عن الخدمة العسكرية بسبب مرض ألمَّ به.
خسائر الحرب
قدرت خسائر الحرب الأولى بـ8،538،315 قتيلا، و21 مليون جريح، و7 ملايين أسير ومفقود، وقد أتت خسائر روسيا في رأس قائمة الخسائر البشرية تلتها خسائر كل من ألمانيا والنمسا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية.
أما أهم الخسائر المادية في الأراضي التي دارت فيها المعارك، فأتلفت المحاصيل الزراعية وقضي على المواشي ودمرت مئات آلاف المنازل وآلاف المصانع إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالسكك الحديدية ومناجم الفحم التي غمرها هذا الطرف أو ذاك بالماء لمنع استغلالها من قبل العدو.