زي النهاردة.. مولد سليم الأول تاسع سلاطين الدولة العثمانية وأكثرهم توحشًا ودموية
في مثل هذا اليوم من عام 1470، وُلد السلطان العثماني سليم الأول، تاسع سلاطين آل عُثمان وسابع من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده بايزيد الثاني وأجداده من مُحمَّد الفاتح إلى مُرادٍ الأوَّل.
عن مولده ونشأته
يعتبر سليم أصغرَ أولاد السُلطان بايزيد الثاني الذين كُتبت لهم الحياة، وبهذا لم يكن في بادئ أمره ولي عهد أبيه، بل كان هذا اللقب من نصيب أخيه الأكبر عبد الله، ثُمَ أحمد بعد وفاة الأخير، وآل المُلك إلى سليم بعد اضطرابات كبرى عصفت بِالدولة العثمانية أواخر عهد والده بايزيد نتيجة صراع أبنائه بمن فيهم سليم على العرش، وكانت الغلبة في نهاية الأمر للأخير نتيجة دعم الإنكشاريَة له.
مع اشتعال الصراعات وتنامي نفوذ سليم تنحى والده وترك له تدبير شُئون البلاد والعباد، واستطاع السلطان الجديد تصفية أخويه وأكثر أبنائهم خلال السنة الأولى من حكمه، ثُم حوَّل أنظاره شرقًا لحرب الصفويين.
الزَّحف ناحية الشرق الإسلامي
تغيرت إستراتيجية العُثمانيين في عهد سليم؛ إذ توقَّفت موجة الفتوحات باتجاه الغرب وتحوَّل الزَّحف ناحية الشرق الإسلامي لِأسبابٍ عديدة، منها ما هو مذهبي ومنها ما هو اقتصادي وسياسي وثقافي، وحارب سليم المماليك وتمكَّن من الانتصار عليهم وإخراجهم من الشام، وبقيت الديار الشَّامية جزءًا من الدولة العثمانية إلى عام 1918 أي لِأربعة قرون متتالية، كما تتبع المماليك حتى مصر، واستطاع الانتصار عليهم ودخلت الديار المصرية تحت مظلة الدولة العثمانيَّة.
وبالسيطرة على مصر، أصبحت أرض الحجاز جزءًا من الدولة العثمانية من غير حرب أو قتال، وحسب المصادر التاريخية، كان سليم يتقن اللغات التركية والفارسية والعربية والرومية والتتارية، وهو أول مَن حلق لحيته وأطلق شاربيه من آل عُثمان.
بطش سليم وسجل جرائمه
من أهم المآخذ على هذا السلطان أنه كان باطَشا ميالًا لسفك الدماء أكثر من ميلِه للحلول السلمية؛ إذ قتل سبعة من وزرائه لِأسباب واهية، وكان كُل وزير مهددًا بالقتل لأقل هفوة تدفع السلطان لِلشك بِأمره، كان أيضًا يتوسع في نشر الْجواسيس.