البرلمان وهموم الناس
مباشرة وبدون مقدمات.. لماذا لا يشعر عموم الناس بأعمال البرلمان بغرفتيه، مجلس النواب ومجلس الشيوخ؟ فإن البرلمان يمثل واحدة من السلطات الثلاث المهمة في الدولة، وهى السلطة التشريعيةَ التى تصوغ للمجتمع القوانين التي تعمل بموجبها السلطة التنفيذية وتطبقها السلطة القضائية على المواطنين.. ورغم ذلك فإن البرلمان لا يحظى باهتمام الرأى العام كما كان حادثا من قبل.. والبعض يفسر ذلك بأن جلسات البرلمان لا تذاع كما كان الحال في السابق وبالتالى لا يتاح للناس متابعة أعمال النواب وأنشطتهم..
والبعض الأخير يفسره بأن شخصية كل من رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشيوخ تتسم بالهدوء بينما الصخب هو الذى يشد انتباه الناس عادة. وقد يكون لذلك تأثيره على درجة تفاعل الناس مع البرلمان، لكن يبدو أن هناك سبب أهم من ذلك ويتمثل في أن البرلمان لا يشتبك بدرجة كافية مع هموم واهتمامات الناس.. وقد جعله ذلك يمنح لمهمته التشريعية قدرا أكبر من الاهتمام يفوق الاهتمام بمهمته الرقابية على السلطة التنفيذية، والتقطير في استخدام أدواته الرقابية من أسئلةَ وطلبات إحاطة واستجوابات للحكومة ووزرائها بالمقارنة بدورات سابقة له.
ولذلك.. كانت الاستجابة دوما لمشاغل واهتمامات المجتمع تأتى من رئيس الجمهورية، رئيس السلطة التنفيذية، وليس من البرلمان، مثلما حدث في إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى، والدعوة لحوار وطنى، وعقد مؤتمر اقتصادي، ومنح الحكومةَ مهلة لا تتجاوز الشهرين لحل مشاكل المستثمرين والمستوردين، ومتابعة أحوال السوق لتوفير احتياطيات مناسبة من السلع الغذائية، وتأجيل زيادة أسعار الكهرباء ستة أشهر، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية وتقديم زيادة لأصحاب المعاشات الصغيرة، وغيرها من القرارات والاجراءات.
إن أعضاء البرلمان هم نواب يمثلون الشعب، أو بالأصح إنتخبهم الشعب ليمثلوه وبالتالى يتوقع منهم أن يكونوا دوما مهتمين بشواغله وهمومه ويعبروا عن اهتماماته حتى يمنح لهم جل اهتمامه من جانبه، سواء أذيعت جلساته أو لمتاعب هذه الجلسات. وأرجو أن يجد هذا الأمر اهتماما من المشاركين في الحوار الوطني لدعم أحد المؤسسات الأساسية للدولة المصرية وهو البرلمان.