مفاجأة.. أستاذ بهارفارد: سر مصري قاد طبيب سويدي لجائزة نوبل
كشف الدكتور أسامة حمدي، أستاذ الباطنة والسكر بجامعة هارفارد، عن سر مصر، الذي قاد السويدي سفانتي بابوو للفوز بجائزة نوبل في الطب هذا العام، مؤكدًا أن المومياوات المصرية القديمة كان لها دور كبير في بحث بابوو، حيث ساعده تحليل المومياوات المصرية في اكتشاف قصة الإنسان.
مومياوات مصر القديمة
وقال الدكتور أسامة حمدي إن السويدي سفانتي بابوو لم يكن يتوقع أن كشفه من مومياوات قدماء المصريين ستقوده لجائزة نوبل في الطب هذا العام؛ حيث كشف عن وجود نوعين من البشر كانا مختلفين تمامًا من الناحية الجينية، ولكنهما متقاربان تمامًا في الشبه، وتلاشت منهما فصيلة تسمى "نانديرتال"، سكنت الأرض منذ أكثر من ٨٠٠ ألف عام.
وأكد الدكتور أسامة أن صاحب جائزة نوبل للطب هذا العام سفانتي بابوو يحلم بأن يأخذ رحلة نيلية من دمياط حتى أعالي النيل في بحيرة ڤيكتوريا، ليحلل الحامض النووي كل ٥٠ كيلومترًا لمعرفة اتصال البشر ببعضهم.
وكتب الدكتور أسامة حمدي تدوينة على الفيس بوك: "من مصر إلى نوبل في الطب.. واكتشاف قصة الإنسان.. حضر مع والدته إلى مصر وعمره ١٤ سنة، وعشق منذئذ علم المصريات، وعاد إلى مصر مع والدته مرتين".
تحليل الحامض النووي
وقال "وعندما تخرج في الجامعة تخصص في علم دراسة الجينات، وفي أثناء بحثه في الدكتوراة قام بمشروع بحثي آخر كان حلمه، وهو محاولة تحليل الحامض النووي DNA لمومياوات قدماء المصريين، وحصل بالفعل على ٣٦ عينة من مومياوات مصرية من متاحف في أوروبا، وكانت مفاجأته أن خلايا أحد الأنسجة بدأت تشع عند صبغها بالفلوريسن ليعلن وجود بقايا حامض نووي في نواة الخلايا يمكن فحصه رغم مرور كل هذه السنوات".
وعن حكاية بابوو مع المومياوات المصرية القديمة قال الدكتور أسامة: "لم يكن السويدي سفانتي بابوو يتوقع أن هذا الكشف من مومياوات قدماء المصريين سيقوده إلى جائزة نوبل في الطب هذا العام؛ لكشفه المذهل عن وجود نوعين من البشر كانا مختلفين تمامًا من الناحية الجينية، ولكنهما متقاربان تمامًا في الشبه، ولكن تلاشت منهما فصيلة اسمها نانديرثال Neanderthal كانت تسكن الأرض منذ أكثر من ٨٠٠ ألف عام واختفت من حوالي ٣٠ ألف عام، وكان طول الرجل منهم نحو ١٦٣ سم، وكانت هذه الفصيلة تعيش في الكهوف، وتوقد النار، وتنسج، وتخبز، وتعالج جروحها بالنباتات".
جينات فصيل انقرض داخل الإنسان
وتابع أسامة حمدي: "تم اكتشاف أول هيكل عظمي لها عام ١٨٥٦ في ألمانيا. طور سفانتي بابوو طريقته في فحص الحامض النووي في العظام وبقايا الأنسجة والمتعلقات في الكهوف، وفصلها عن ملوثات الحامض النووي من البكتريا وأيدي الباحثين."
وقال "ولكن الاكتشاف الكبير الذي حصل به على جائزة نوبل هو اكتشافه وجود علاقة جينية بين هذا الفصيل الذي انقرض تمامًا والإنسان الحالي، فنحو ١-٦٪ من الحامض النووي متشابه بينهما، ويعني حدوث تزاوج وتناسل بين الفصيلتين يعتقد أنه حدث في حدود ٢١٩-٣١٦ ألف سنة مضت."
وأضاف "والأبحاث الحديثة تؤكد وجود نسب من هذا الحامض النووي للنانديرثال في كثير من شعوب الأرض. والمذهل حقًا أن من لديه نسبة ولو بسيطة من جينات هذا الإنسان المنقرض تكون إصابته بكوفيد-١٩ شديدة جدًا."
وعلق حمدى فقال: "يحلم بابوو الآن بأن يأخذ رحلة نيلية من دمياط حتى أعالي النيل في بحيرة ڤيكتوريا ويحلل الحامض النووي كل ٥٠ كيلومترًا لمعرفة اتصال البشر بعضهم ببعض عبر العصور."
واختتم حديثه قائلا: "يدهشني قول القرآن الكريم الذي ربما لا يتعارض مع اكتشافات العلم، حين قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً * قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ * قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾، فربما يدل هذا على علم الملائكة بهذا المخلوق البشري الذي كان يفسد في الأرض، ويسفك فيها الدماء من قبل، فلا يتمنون مثله مرة ثانية.. الله وحده أعلم!".