انتفاضة من أجل المستقبل
كتبت، وكتب غيري، وها أنا أكتب من جديد، فالقضية تستحق انتفاضة شعبية وإعلامية ودينية لمناقشتها، وتوعية المواطنين بمدى خطورتها على البلاد والعباد، ولما كان الشباب هو العمود الفقري لمستقبل البلاد.. ولما كان استهدافه أمنًا قوميًا.. كانت الانتفاضة ضد المخدرات حتمية. ووفقًا للجنة التضامن بمجلس النواب.. يتعاطى المخدرات عشرة ملايين مواطن، ويدمنها ثلاثة ملايين أغلبهم من الشباب..
هذه الأرقام المخيفة لابد أن تنعكس على استقرار المجتمع، لأن انتشار المخدرات يرتبط بجرائم السرقة والقتل والإغتصاب، وكم من جرائم إرتكبها أصحابها وهم تحت تأثير المخدر.
الحكومة أولت اهتمامًا بمكافحة المخدرات، وعلاج المدمنين، وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع من خلال صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعي والذي أطلق العديد من الأنشطة لتوعية المواطنين، أهمها الخط الساخن (١٦٠٢٣) لتلقى الشكاوى في سرية تامة، كما أنشأ العديد من المراكز في أنحاء الجمهورية للتوعية والعلاج، وشكل قوافل تجولت في المناطق الشعبية للعلاج والتوعية، كما أطلق حملة قرية بلا إدمان ضمن إتفاق مع برنامج حياة كريمة ووزراة الشباب والرياضة، وفي إطارها تنافس خمسة وخمسين فريقًا لكرة القدم على الفوز بالكأس.
امتدت أنشطة صندوق مكافحة الإدمان إلى الجامعات، حيث شكل بالتعاون مع وزارة التعليم العالي فرق من الشباب المتطوع داخل الجامعات للتوعية بخطورة المخدرات.. تعاطي المخدرات وإدمانها لم يقتصر على مكان دون الآخر، ولا فئة دون غيرها، فالضحايا في الريف والمدن، ومن الأثرياء والفقراء، لذلك لابد أن يكون لوسائل الإعلام الدور الأكبر في التوعية..
وتمنيت لو خصصت كل القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية مساحة يومية من إرسالها لتوعية الشباب، وتقديم معلومات تمكنهم من التعرف على سلوكيات الأبناء إذا سقطوا في مستنقع المخدرات. وعلى المساجد والكنائس أن تخصص مساحة من خطبها ودروسها لتوعية الأسر، ولوزارة الثقافة دور من خلال قصور الثقافة المنتشرة في محافظات مصر. فلابد أن تنتفض الدولة بكل أجهزتها لمواجهة خطر المخدرات الذي أصبح كابوسًا يهدد الحاضر والمستقبل.
besheerhassan7@gmail.com