أحدث مكان للصراع العالمي.. سبب إعادة جولة الانتخابات الرئاسية البرازيلية
ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن الانتخابات الرئاسية البرازيلية شديدة الاستقطاب هناك، والتي شهدت تنافس ”قطبين متناقضين“ من الطيف السياسي الرئيس اليميني المنتهية ولايته، جايير بولسونارو، والرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى جانب 9 مرشحين آخرين، تتجه إلى جولة ثانية.
سباق انتخابي
وقالت الصحيفة إنه بعد سباق صاغه الناخبون والمحللون والمرشحون أنفسهم على أنه لحظة وجودية في أكبر دولة في أمريكا اللاتينية، فاز لولا، الذي خدم فترتين كرئيس من 2003 إلى 2010، بأغلبية ضيقة، لكن لم يكن ذلك كافيًا لهزيمة بولسونارو.
وأضافت الصحيفة أن البرازيل تدخل الآن فترة 4 أسابيع يحتمل أن تكون مزعزعة للاستقرار بين عملاقين سياسيين يشتركان في عداوة شخصية عميقة.
وتابعت الصحيفة ”لولا (76 عاما)، الذي يستقطب الطبقة العاملة، صاغ السباق على أنه اختبار لقوة الديمقراطية البرازيلية الفتية، ووصف بولسونارو بأنه تهديد للنظام الذي تم تأسيسه بعد سقوط الدكتاتورية العسكرية في عام 1985“.
وقالت:”قام بولسونارو (67 عامًا)، وهو نقيب سابق بالجيش، والذي أعرب عن أسفه لانهيار الدكتاتورية، وزود إدارته بقادة عسكريين حاليين وسابقين وهاجم المؤسسات المدنية في البلاد، في الأسابيع الأخيرة بحملة الأرض المحروقة، وقد حذر من أن لولا، سيقود البرازيل إلى الخراب والفساد والعنف“.
جذب الانتباه العالمي
وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات البرازيلية جذبت الانتباه العالمي باعتبارها أحدث مكان للصراع العالمي بين الديمقراطية والاستبداد.
وقالت الصحيفة: ”كان رد فعل مؤيدي لولا حزينًا لأن التصويت الذي توقعه الكثيرون أن يكون نصرًا واضحًا أصبح أمرًا مشوشًا.. فاز مرشحهم بأكبر عدد من الأصوات، لكنه خيب أملهم بشأن 4 أسابيع أخرى من الدعاية والانقسام، الأمر الذي يبدو في النهاية وكأنه هزيمة“.
وأضافت: ”ستنغمس البلاد الآن في ما قد يكون أكثر لحظات عدم اليقين من الناحية السياسية منذ أن خرجت من ثوب الدكتاتورية. الخوف الذي يشعر به كثير من الناس بالفعل حيال هذه الانتخابات – الخوف من العنف وعدم استقرار البلاد – سيزداد في الأسابيع المقبلة“.
وتابعت: ”لقد بنى بولسونارو، قاعدة كبيرة من المؤيدين المتحمسين، الذين أصبحوا مقتنعين بشكل متزايد بأن الانتخابات سيتم تزويرها ضد مرشحهم“.