يا فرحة ما تمت!
فى اليوم التالي للاحتفال الذى أقامه الروس في الكرملين بضم أربع مناطق أوكرانية لروسيا نجحت القوات الأوكرانية في استرداد مدينة مهمة استراتيجيا كما يراها الخبراء العسكريون والسيطرة عليها، وهذه المدينة تتبع أحد المناطق الأربعة التى تم الاحتفال بضمها لروسيا..
وهكذا لم يفرح الروس بهذا الضم إلا بضعة ساعات قليلة فقط، لآنهم بعد استرداد القوات الأوكرانية مدينة ليمان وانسحاب القوات الروسية منها بدأوا يفكرون فيما هم مقدمون عليه وما سيحل بهم في قادم الأيام، بعد أن أعلن رئيسهم أن أراضى الأقاليم الأربعة صارت بعد الضم أراض روسية وسوف تدافع عنها القوات الروسية بكل الطرق والسبل، ولعل ذلك هو ما دعا رئيس الشيشان إلى مطالبة بوتين باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية في تلك الحرب الدائرة الآن.
تصاعد النزاع العسكرى
وبالطبع استخدام الأسلحة النووية التكتيكية ليس بالقرار السهل كما يتصور رئيس الشيشان أو غيره، حتى وإن نبهت المستشارة السابقة لألمانيا أنجيلا ميركل إلى ضرورة التعامل مع تهديدات بوتين بجدية لأنه يعنى ما يقول ومستعد لتنفيذه.. ولكن ذلك لا يعنى أن القوات الروسية مضطرة الآن للقيام بعمل نوعى مختلف في تلك الحرب لتؤكد أن الرئيس بوتين جاد فى تهديداته، وأن الأقاليم الاوكرانية الأربعة صارت روسية الآن وأن روسيا سوف تدافع بحزم وقوة عن أرضها.
إذن.. نحن أمام تصاعد في النزاع العسكرى الدائر الآن وليس تراجعا أو إحتواء له.. وهذا ما ترغب فيه أمريكا حتى وإن ظلت حريصة على ألا تتورط فيه بشكل مباشر، ونكتفى فقط بدعم القوات الأوكرانية بالسلاح والمعدات والمساعدات المالية والمعلومات والنصيحة والتخطيط عسكريا.
والمثير أن الأوربيين يسيرون أيضا مغمضي الأعين وراء الأمريكان، رغم أنهم مقبلون على شتاء صعب جدا لعدم توفر كل ما يحتاجونه من طاقة، ورغم أنهم الخاسر الأكبر من استمرار الحرب بعد أوكرانيا..
على كل حال إن مصير هذه الحرب التى أضرت بالعالم كله اقتصاديا مرهون بتطورات الأوضاع العسكرية على الأرض خاصة بعد أن ينهى الروس حشد قوات الاحتياط، ويقدم الأمريكان ما فى مخازنهم من أسلحة للأوكرانيين، ومرهون كذلك بقدرة الأوربيين على تحمل الشتاء الصعب، وقدرة الروس على تحمل إفتقاد موارد تصدير الغاز الذى كانت تستورده منهم أوروبا.