لا تثقلوا على الرئيس!
ما معنى أن يخرج علينا السيد وزير التعليم الجديد ليُبشرنا بأن الرئيس قد وافق على تحديد نسبة من الأسئلة المقالية في امتحانات الثانوية العامة؟! معناه ببساطة تحميل الرئيس مسئولية امتحان الثانوية العامة، سواء قبل التعديل أو بعده! فهل ذلك يصح أو يعقل؟!
إن الرئيس، أى رئيس في أى دولة يختار السياسات التى تنتهجها الدولة ويتخذ القرارات المهمة الكبيرة، والتى ليس منها بالتأكيد تحديد نسبة من الأسئلة المقالية في امتحانات الثانوية العامة مجددا، بعد أن كان قد تم إلغاء هذا النوع من الأسئلة فى إطار تطوير الثانوية العامة.. فلماذا يفعل وزير التعليم ذلك؟!
نعم الوزير يحتاج للحصول على دعم القيادة السياسية وهو يقوم بتنقيح وتصحيح سياسات الوزارة ومن بينها شكل امتحانات الثانوية العامة.. ولكن تحميل الرئيس مسئولية ذلك أمر غير مفهوم أو مستساغ، حتى ولو كان الرئيس مهتما بتفاصيل الأمور والقضايا التى تعرض عليه.
إن ذلك تحميلا للرئيس لأمور هي من اختصاص الوزير ومساعديه، وهو الذى يتعين أن يتحمل تبعاتها وتداعياتها ونتائج تنفيذها وتطبيقها عمليا.. والشجاعة تقتضى من الوزير أن يتحمل مسئوليته علنا أمام الطلاب وأولياء الأمور وكل من يهتمون بالعملية التعليمية في البلاد، ولا يجب أن يتخفى الوزير وراء الرئيس ويتنصل من مسئوليته..
وبصراحة إن ما فعله وزير التعليم هنا هو أحد مشاكل العمل الحكومى في بلادنا، حيث يتهرب بعض المسئولين من مسؤلياتهم بإلقائها على الرئيس بدعوى إنهم ينفذون التوجيهات.. وعندما يتركون مناصبهم نجدهم يتحولون إلى منتقدين للسياسات التى كانوا ينفذونها وللقرارات التى سبق أن اتخذوها أو وافقوا عليها، ويقدمون لنا اقتراحات كثيرة لإصلاح الأمور لم ينفذونها وهم في مناصبهم!