الفرار من الموت.. تفاصيل خطة أوروبا لإنقاذ المواطنين بالملاجئ والأدوية عقب الضربة النووية القاتلة
دب الذعر مجددًا فى صفوف الأوروبيين من احتمالية تعرض القارة لضربة نووية روسية، عقب التهديدات الأخيرة التى أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين.
الضربة النووية
ومع بداية الحرب على أوكرانيا كانت أوروبا قد وضعت خطة أطلقت عليها "برنامج الإنقاذ" بهدف توفير الحماية العاجلة للسكان حال تعرضهم لهجوم نووي قاتل.
خطة "برنامج الإنقاذ" (Rescue programme) وهو برنامج تم إقراره بعد شهر من اندلاع الحرب في أوكرانيا، وينص على وضع خطط طوارئ للتعامل مع الكوارث الكبرى التي قد تصيب الاتحاد الأوروبي بما فيها مواجهة هجمات نووية.
ويقوم هذا البرنامج على الاستجابة السريعة لأي هجومي كيماوي أو بيولوجي أو نووي، وحماية المواطنين الأوروبيين من أي مخاطر تنتج عن هذه الهجمات.
برنامج الإنقاذ
وحسب برنامج الإنقاذ، فإن حاجة الدول الأوروبية للأدوية سوف ترتفع ارتفاعًا كبيرًا عند حدوث أي هجوم نووي، ولهذا فقد خصصت ميزانية تفوق 550 مليون دولار من أجل اقتناء وتخزين الأدوية والمعدات الطبية التي يمكن استعمالها إذا تعرض المدنيون لهجوم نووي.
أما الشق الثاني من هذه الخطة فهو تحضير الفرق المختصة والمعدات لتحديد الأشخاص المتضررين والبنيات التحتية التي أصابتها الإشعاعات النووية، وكذلك وضع خطط لمحاصرة انتشار الإشعاع النووي. وتمنح هذه الخطة الحق لكل بلد أوروبي تعرَّض لهجوم نووي باستعمال الخزان الإستراتيجي للاتحاد الأوروبي من الأدوية واللقاحات والمعدات المخصصة لهذا الغرض.
ملاجئ الهجوم نووي
وضعت المفوضية الأوروبية خطة للطوارئ تتعلق بتوفير المأوى الآمن للمدنيين عند وقوع هجوم نووي، وتتضمن توسيع احتياطاتها لتشمل ملاجئ مؤقتة مؤهلة لاستيعاب عشرات الآلاف من الأشخاص في وقت قياسي وخطة لإجلائهم من أماكن الخطر.
وتقوم خطة الاتحاد الأوروبي أيضا على إرفاق هذه الملاجئ المؤقتة بمرافق إضافية من مستشفيات متنقلة ومساحات لإعداد الطعام والشراب، إضافة إلى تخزين المواد غير الغذائية كالفُرُش ومواد النظافة وأجهزة التدفئة والتبريد ومولدات الطاقة. وحسب المفوضية الأوروبية، فقد تم بالفعل شراء كل المستلزمات ووضع كل الفرق المختصة بالتدخل في حالة تأهب دائمة
مضادات الصواريخ النووية
المخيف في الأمر هو عدم توفر مضادات للصواريخ النووية لدى أوروبا، ويقول ماثيو أولدهام كبير المحللين في مركز "ماكنزي للاستخبارات" في حديثه مع شبكة "سكاي" البريطانية، أنه لا وجود لقوة عسكرية أو سلاح تم اختباره لإسقاط صاروخ باليستي عابر للقارات، وليست هناك دولة لديها إمكانية موثوقة في هذا الصدد.
وأكد الخبير العسكري والأمني أنه رغم تقدم تكنولوجيا المنظومات الدفاعية، فحتى اللحظة لم يُختبر أي نظام قادر على صدِّ الصواريخ الباليستية.
وتحدث الخبير البريطاني أن السلاح الوحيد القادر على رد السلاح النووي هو السلاح النووي نفسه، أي الردع النووي، موضحًا أن هناك خيارين أمام الغرب عند نشوب هجوم نووي؛ إما الرد العسكري التقليدي إذا كان الهجوم في أوكرانيا، أو الرد بالمثل وتوجيه ضربات نووية سواء من طرف بريطانيا أو الولايات المتحدة التي توفر هذه الصواريخ لدول حلف شمال الأطلسي "الناتو"
الترسانة النووية في أوروبا
أمام الترسانة النووية الروسية التي تعدُّ الأكبر في العالم بتوفر موسكو على 6375 رأسًا نوويًّا، فإن هناك 3 دول غربية فقط تتوفر على أسلحة نووية ويتعلق الأمر بكل من الولايات المتحدة بنحو 5800 رأس نووي، منها ما هو موزع في قواعد عسكرية لدول تابعة لحلف شمال الأطلسي، ثم فرنسا بنحو 290 رأسًا نوويًّا والمملكة المتحدة بنحو 215.
وحسب التقديرات العسكرية، فإن كلا من بريطانيا وفرنسا لديها القدرة على خوض حرب نووية تدوم أيامًا، مع إنهاء هذه المعركة بما يعرف في العقيدة العسكرية الفرنسية بالطلقة الأخيرة وهي استعمال آخر الصواريخ النووية التي لها قدرة تدميرية قادرة على إيقاف المعركة.
أما في الولايات المتحدة، فإن المحللين العسكريين يتحدثون عن خطة "الحرب النووية المحدودة"، والمقصود بها استعمال أسلحة نووية ذات تفجير منخفض وعدم استعمال الصواريخ ذات القدرات التدميرية الهائلة.
وحسب بعض التقديرات، فإن نحو 150 قنبلة نووية أمريكية مخزنة حاليا في دول أوروبية، علما أن الجيش الألماني مثلًا يجري لطياريه تدريبًا سنويًّا يقوم على حمل وإسقاط صواريخ نووية عن طريق مقاتلات من طراز "تورنيدو".