في حضن الوطن لا فى أحضان الطائفية
فى نفس هذا المكان من عدة سنوات كتبت أن دين المصريين هو "مصرى" وكل منا هو حر مع الله سبحانه وتعالى، وغضبت الجماعات الارهابية وكتبوا ردودا ما أنزل الله بها من سلطان، نعم نحن فى مصر ندين بدين واحد فقط، هذا الدين يسرى فى دمائنا دون تفرقة، لا يعرف اللون ولا الملة، وهذا ما تربينا عليه، وفى هذا المكان أيضا وجهت اللوم الشديد لوزير الشباب السابق خالد عبد العزيز عندما قام بعمل تجمعات خاصة بأهلنا أبناء النوبة، ومن يتابعنى يعرف إننى أؤكد دائما على أن الشعب هو جسد واحد، ولكن منذ جاء الاستعمار الانجليزى وهم يحاولون بأى وسيلة تمزيق وحدتنا، إننى أتحدث إلى الشعب المصرى الواحد، أما المتعصبين لن يقتنعوا بشىء مما أكتب.
حدثت صدمة هذا الإسبوع غير مسبوقة، حيث تم الموافقة على إشهار نادي وفريق كرة قدم للمسيحيين، تم هذا بموافقة الحكومة، هذا الأمر يتجاوز سلطة وزير الشباب، الحمد لله الأغلبية الكاسحة سواء مسلم أو مسيحى رفض الفكرة تماما، ولكن مؤكد هناك أصوات تنعق للخراب قالت ولماذا نرفض الفكرة خاصة أن هناك حوادث في بعض الأندية كان فيها تعصب أعمى إستبعد على ضوئها الناشىء المسيحى!
أنا زمالكاوي منذ بداية الستينات، وكان كبير مشجعين الزمالك هو جورج سعد وكان يقودنا في المدرجات ولم يخطر على بال أى زمالكاوى أو مصرى أن يسأل جورج سعد عن ديانته، كما كان حارس مرمى الزمالك سمير شفيق ومن قبله ألدو، ولم يكن مهما أن يعرف الناس ديانة أى لاعب لأنه أمر لا يشغلنا نحن كجمهور، فى السبعينات كان أبطال معظم الألعاب الفردية في الزمالك من أهلنا مسيحيين، وكان يوجد لاعب كرة موهوب في أشبال الزمالك إسمه جورج خزام، كان سيىء الحظ لآنه كان يلعب في نفس مركز ابراهيم يوسف، ففضل الطب وإبتعد عن الكرة ووصل حتى فريق 20 مع نصر ابراهيم ومنصور حافظ وخالد متولى..الخ..
نادى طائفي
فى الثمانيات والتسعينات كان أبرز لاعبى الاسماعيلى هو محسن عبدالمسيح، وأشرف يوسف نجم الزمالك، وناصر فاروق نجم المحلة، وكابتن مصر هانى رمزى، وحاليا إبن هانى يلعب في ناشىء الأهلى، كذلك يوجد أمير عادل بوادى دجلة، ربما يوجد غيرهم لا أعرفهم، السؤال: هل هناك مشكلة تمنع أهلنا من المسيحيين من الإلتحاق بفرق الناشئين بالفرق المختلفة؟ سأفترض الاجابة بأن هناك مشكلة فعلا، فماذا يكون الحل؟ مليون فى المائة تكوين فريق برئاسة الأنبا روفائيل!
أذكر عندما ذهب لاعب لاختبارات الأهلى وإستبعده الكابتن إكرامى، كتب الإعلام عما فعل المسئولين في النادى الأهلى أو وزارة الشباب أو إتحاد الكرة أو اللجنة الاوليمبية؟ لا شىء! إذن هؤلاء جميعا مطالبين بالحل من جذور المشكلة، ومعاقبة أى تصرف غبى جاهل يثير التوتر بين الأهل والأخوة والدم، أما إنشاء نادى للميسحيين فقط كارثة، وهنا سأنشر ما كتبه المفكر المصرى الكبير جمال أسعد عن هذا الموضوع وهو لم يكتبه كمسيحي ولكنه مصرى:
"إنشاء ما يسمى بنادى عيون مصر الكنسي برئاسة الأنبا روفائيل وبحضور وزير الرياضة على أن يشارك هذا النادى الطائفى في الدورى العام. كارثة قومية وهي ردة طائفية تمثل خطورة على الوطن وتكريسا للفرقة وتأكيدا للتشرذم وقسمة للوطن وإسقاطا للدولة المدنية ومحاصرة للمواطنة داخل أسوار الكنائس. وإذا كانت الحجة أن الشباب المصرى المسيحي لا يجد الفرصة في النوادى العامة وذلك على أرضية دينية وطائفية. فهنا لا يكون الحل هو التقوقع والمزيد من الهجرة إلى الكنيسة فنرى نادى الكنيسة ونادى الأزهر ونادى السلفيين والبروتستانت..ألخ. فما هذا الهبل الطائفى؟"
ثم يقول المفكر جمال أسعد موجها حديثه إلى وزير الشباب والرياضة: إفتحوا الأبواب ادمجوا الشباب مارسوا الرياضة وكل الأنشطة في حضن الوطن لا فى أحضان الطائفية والقسمة والتفتت. حمى الله مصر وحفظها وشعبها العظيم بعيدا عن الطائفية والمتطرفين والمنغلقين والمرضى النفسيين.
شكرا للمفكر وصديق العمر جمال أسعد.