"المهم ممدش إيدي لحد".. "جميلة البحيرة" اختارت الأنابيب طريقا لسد العوز | فيديو وصور
منذ الساعة الثالثة فجرًا حتى مع آذان العصر تتجول "بالتروسيكل" الخاص بها وتنادي "يلا الأنابيب".. هكذا يمر يوم ابنة قرية "زاوية غزال" التابعة لمركز دمنهور في محافظة البحيرة، حيث استطاعت وهي بالعقد الخامس أن تنخرط بكل قوتها في عمل الرجال.
وتعمل السيدة جميلة صاحبة الـ43 عاما، منذ 10 سنوات في بيع الأنابيب وتوزيعها على المنازل بقريتها والقرى المجاورة، حيث بعد وفاة زوجها، الذي كان يعمل في أعمال البناء، وجدت نفسها بدون سند يشاركها في رحلة كفاحها وهي أم لأربعة أطفال، فعزمت وقررت أن تعمل دون اللجوء إلى أحد.
وقالت جميلة: إنها لم تلجئ للعمل في الشارع إلا بعد وفاة زوجها، حيث اضطرت للعمل والاحتكاك بالناس، وكانت البداية بتوزيع الخبز على المنازل ثم قامت بالعمل في توزيع الأنابيب لتبديل الفارغ بالمليئ، وظلت تعمل طيلة العشرة أعوام يدويًّا وتحمل على رأسها إلى أن قررت أن تشتري "تروسيكل" تحمل عليه الأنابيب وقامت بالفعل بشرائه ولكن بالتقسيط.
وأضافت أن ما تحصل عليه من توزيع الأنابيب أجر بسيط لن يكفي احتياجات أسرتها بالكاد ولكن تحمد الله على أية حال ما دامت لم تمد يدها لأحد، مضيفًا أنها تستيقظ منذ الساعة الثالثة فجرا حتى العاشرة صباحا تقوم بتوزيع الخبز على منازل القرية ومن بعدها تقوم بتوزيع الأنابيب حتى آذان العصر.
وأشارت إلى مدى المعاناة التي تعيشها منذ وفاة زوجها من العمل في مهنة صعبة ولم تسلم من حديث الناس ولكن لا تعطي لذلك همًّا، حيث تقوم يوميًا دون راحة بتوزيع الأنابيب وتحملها بالتروسيكل إلى المنازل حتى تستطيع أن تصرف على أبنائها في المدارس والدروس.
وأكدت أيضًا على ردود فعل المحيطين بها عند قيادة للتروسيكل وتوزيع الأنابيب حيث عارض الكثير بسبب كونها مهنة رجالية صعبة وغريبة بمجتمعنا الريفي، كما أنها تعرضت لكثير من المضايقات خلال عملها يوميا ولكنها لا تعطي لذلك أي انتباه، مؤكدة على حبها لعملها ما دام بالحلال ومضيفة على مدى فخر أبنائها بها.
كما أكدت على أهمية عمل المرأة لأنها هي من تسند نفسها عند الصعاب حيث لم تلق أحد بجانبها طيلة حياتها لذلك لجأت للعمل، ومشيرة على حلمها في مسكن لها كونها مرأة معيلة بالإضافة إلى مساعدة في تسديد ديونها من شراء التروسيكل الخاص بها.