الصحة العالمية: 5% من المرضى بالمستشفيات يعانون من أخطاء الأدوية
قالت الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، إن هناك اهتماما من سلطات الرعاية الصحية في مصر وحول العالم، نحو قضية سلامة المرضى، حيث أن التحول الذي شهده النظام الصحي المصري، حتم اتخاذ خطوات واسعة في طريق سلامة المرضى السنوات الماضية، وهو أحد أهم أولويات المنظمة.
و أكدت أن المنظمة هذا العام ترفع شعار "دواء بلا ضرر"، حيث قدرت تكلفة الأخطاء المرتبطة بالدواء عالميا بـ 42 مليار دولار سنويا، وكذلك 700 ألف زيارة طوارئ، و100 ألف حالة دخول للمستشفيات، ويعاني 5% من المرضى بالمستشفيات من أخطاء الأدوية، ويعاني المرضى بالبلدان منخفضة الدخل من الأضرار المرتبطة بالأدوية بشكل أكبر ممن يعيشون في البلدان ذات الدخل المرتفع.
واشارت في كلمتها في حفل اليوم العالمي لسلامة المرضي أنه تحدث أخطاء الدواء عندما تؤثر أنظمتها الضعيفة، أو العوامل البشرية مثل الإرهاق أو الظروف البيئية السيئة أو نقص الموظفين، على الممارسات الدوائية، والتي يمكن أن تؤدي بعد ذلك إلى ضرر شديد، أو إعاقة، أو الموت، ولذلك جعلت منظمة الصحة العالمية سلامة الأدوية أولوية في عملها، من خلال إطلاق التحدي العالمي الثالث لسلامة المرضى "دواء بدون ضرر"، للعمل على تقليل تواتر وتأثير تلك الأخطاء التي لا مفر منها، وخاصة في النظم الصحية الضعيفة، وتعزيز أنظمة الحد من أخطاء الأدوية، والأضرار المرتبطة بها والتي يمكن تجنبها.
وتستهدف المنظمة، العمل على تقليل الأضرار المرتبطة بالأدوية بنسبة 50% عالميا على مدار 5 سنوات، من خلال معالجة الضرر الناتج عن الممارسات غير الآمنة، وجعل هذا أولوية قصوى، من خلال الشراكة مع السلطات الصحية المعنية.
ووصفت الدكتورة نعيمة القصير، رحلة سلامة المرضى في مصر بالرائعة، حيث أظهرت قوة الإرادة والتفاني والتزام سلطات الرعاية الصحية بتحسين جودة الخدمات، بطريقة تضمن سلامة كل مريض مصري، وذلك منذ صدور قرار جمعية الصحة العالمية بشأن جودة الرعاية وسلامة المرضى في عام 2002، ثم انضمام مصر لمبادرة المستشفيات الصديقة لسلامة المرضى عام 2008، ولكن لم تكن الأرض خصبة كما هي الآن، حيث تعيش في وقت غير مسبوق في تاريخ مصر، حيث أن التزام القيادة لا ينضب، ومستوى الكفاءة ملحوظًا، مما حقق قفزات كبيرة بالفعل، ومبادرات تهدف لضمان شعور المريض المصري بالإجراءات والتحسن مباشرة.
وأشارت ممثل منظمة الصحة العالمية، إلى أن المنظمة تعمل على تنفيذ أجندة سلامة المرضى تحت مظلة الحوكمة السريرية، طبقا لإعلان الأقصر الموقع في مارس 2022، وتنشط في إنتاج منهج للتدريب والتعليم، ودليل تنفيذ مستشفى لسلامة المرضى والحوكمة السريرية، لمساعدة العاملين في الخطوط الأمامية في التنفيذ، والعمل على نشر سلامة المرضى خارج نطاق المستشفيات، بالتأمين الصحي الشامل، وكذلك مراكز الرعاية الصحية الأولية في محافظات حياة كريمة، لضمان حصول كل مواطن في مصر على خدمات رعاية صحية عالية الجودة وعادلة وفعالة وبكرامة وبدون تمييز، وأن تسود ثقافة عادلة في أنظمتها الصحية.
وتعمل المنظمة مع السلطات على الاستخدام الرشيد للدواء ومقاومة الميكروبات، ومنع العدوى المكتسبة من الرعاية الصحية، وتشير التقديرات إلى أن 1.25 مليون شخص ماتوا في عام 2019 بشكل مباشر بسبب مقاومة الأدوية، وتوفي ما يقرب من 5 ملايين شخص بعدوى مقاومة، ولذلك تساعد على تقوية الأنظمة لمنع العدوى، وضمان الاستخدام الأكثر ملاءمة لمضادات الميكروبات.
وركزت الكثير من أبحاث سلامة المرضى، على رعاية المرضى الداخليين، ولكن هناك مخاوف كبيرة تتعلق بالسلامة في الرعاية الإسعافية أيضا، فهناك 6 مجالات رئيسية من الضرر المحتمل فيها، منها أخطاء الدواء، والتشخيص، والتحاليل، والمعرفة السريرية، والاتصال، والأخطاء الإدارية.
واختتمت القصير: أصبح المشهد أكثر تشجيعًا من أي وقت مضى، والدعم السياسي غير المسبوق والكفاءات في مصر لا مثيل لها في المنطقة.