الصحة العالمية: 50 % من الضرر في مجال الرعاية الطبية ينجم عن أخطاء الأدوية
كشف تقرير منظمة الصحة العالمية، أن نصف الضرر الذي يمكن تجنبه في مجال الرعاية الطبية، ينجم عن الأدوية.
الصحة العالمية
وسلطت منظمة الصحة العالمية الضوء على الضرر الناجم عن الأدوية، خاصة مع اقتراب اليوم العالمي لسلامة المرضى الموافق يوم 17 سبتمبر 2022.
وأوضح تقرير المنظمة العالمية، أن كبار السن هم من بين الفئات الأشد عرضة لهذا الضرر، وخصوصًا منهم الذين يتناولون عدة أدوية، كما لُوحظ ارتفاع معدلات التعرض للضرر الناجم عن الأدوية في مجالات الرعاية الجراحية والعناية المركزة وطب الطوارئ.
تأثير الأدوية
ومن جانبه قال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدحانوم: "إن الأدوية أدوات قوية لحماية الصحة، ولكن وصفها بشكل خاطئ أو تناولها بشكل غير صحيح أو تناول الردئ النوعية منها، يمكن أن يلحق أضرارًا جسيمة، وعليه ينبغي ألا يتعرض أي أحد للأذى أثناء سعيه إلى الحصول على الرعاية".
ونوه تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن ممارسات المداواة غير المأمونة والأخطاء المُرتكبة تعتبر سببًا رئيسيًا للإصابات والأضرار التي يمكن تجنبها في نظام الرعاية الصحية بشتى أنحاء العالم.
تكلفة أخطاء المداواة
وتشير التقديرات إلى أن التكلفة العالمية المتكبدة عن الأخطاء المرتكبة في المداواة تبلغ 42 مليار دولار أمريكي سنويًا. وتُرتكب أخطاء المداواة بسبب مشاكل في النظم أو عوامل بشرية مثل التعب أو رداءة الظروف البيئية أو نقص الموظفين وتؤثر على ممارسات وصف الأدوية ونسخ وصفاتها وصرفها وإعطائها ورصدها، وهي أخطاء يمكن أن تتسبب في إلحاق أضرار جسيمة بالمرضى وتعرضهم للإعاقة بل وحتى الوفاة.
ويهدف اليوم العالمي لسلامة المرضى إلى تحسين فهم الجمهور وزيادة معدلات مشاركته وتشجيع البلدان على تعزيز السلامة في مجال الرعاية الصحية. ويُركز في هذا العام تحديدًا على مأمونية الأدوية تحت شعار "الدواء دون أضرار". وستشهد الحملة أيضًا تعزيز التحدي العالمي الذي يواجه المنظمة باستمرار بشأن سلامة المرضى: الدواء دون أضرار، بهدف الحد من الأضرار الجسيمة الناجمة عن الأدوية والتي يمكن تجنبها على الصعيد العالمي.
اليوم العالمي لسلامة المرضى
وتدعو المنظمة إلى إدخال تحسينات عاجلة على استراتيجيات الحد من الأضرار الناجمة عن الأدوية في مجالات الخطر الرئيسية. وعلاوة على ذلك، تعمل المنظمة مع الشركاء لتوفير مجموعة من الموارد التقنية اللازمة لتحقيق مأمونية الأدوية، بما فيها موجز سياساتي وحلول بشأن مـأمونية الأدوية المتشابهة والمتماثلة، التي قد تبدو متماثلة أو مشابهة لبعضها البعض من حيث اسمها العام أو علامتها التجارية. كما قد تكون هذه الأدوية متماثلة العبوات أو التسميات أو تهجئة تسمياتها.
وتسهم أوجه القصور التي تشوب النظم المعنية بالوصفات الطبية إسهامًا كبيرًا في التعرض للأضرار الناجمة عن الأدوية جنبًا إلى جنب مع الأخطاء البشرية.
وأثبتت البيانات أن أكثر من نصف إجمالي الأضرار الناجمة عن الأدوية يحدث في مرحلة وصف الأدوية للمرضى وتناولهم لها بسبب قصور الرصد، ولعل المضادات الحيوية هي الفئة الأشد عرضة لتلك الأضرار، ولكن هناك أدوية أخرى مثل المهدئات ومضادات الالتهاب وأدوية القلب وضغط الدم تشكل أيضًا مخاطر كبيرة.
وتدعو المنظمة أصحاب المصلحة إلى مواصلة جهودهم الرامية إلى الحد من الأضرار الناجمة عن الأدوية، ووضع استراتيجيات وهياكل تحسن مأمونية الأدوية على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية، والتعهد بالوفاء بالتزام الدواء دون أضرار.
ويذكر أن منظمة الصحة العالمية أنشأت اليوم العالمي لسلامة المرضى في عام 2019، بهدف زيادة الوعي العام والمشاركة، وتعزيز التفاهم العالمي، والعمل من أجل التضامن العالمي والعمل من جانب البلدان والشركاء لتعزيز السلامة في مجال الرعاية الصحية، ويُختار في كل عام موضوع ما لتسليط الضوء على مجال ذي أولوية حاسم الأهمية بالنسبة لسلامة المرضى.