رئيس التحرير
عصام كامل

خيانة حسن مصطفي وخيبة ميمي جمال!!

قبل سنوات كتبنا لننتقد مسلسل الشحرورة عن قصة حياة الفنانة صباح.. وقلنا إن السير الذاتية للمشاهير تحتاج إلى ضبط وربط.. فلا يصح أن تستباح أعراض الناس وسيرتهم.. وممن؟! من أقرب الناس إليهم.. الأزواج والزوجات.. فهذه اتهامات بالخيانة وتلك إتهامات بالبخل وثالثة اتهامات تخص ما هو أخص مما سبق! ونكون أمام انحطاط في التعامل مع أمور شديدة الخصوصية لما يؤخذ رأي صاحبها فيها ولا يستطيع الطرف الآخر الرد فاغلبهم في رحاب ربهم.. كما أن الاتهامات مرسلة لا دليل عليها.. ولو كانت صحيحة فلا نعرف ظروفها.. وهي في كل الأحوال تسئ إلي أحياء..

أغلب هؤلاء الراحلين  تركوا أبناء معظمهم أيضا في مواقع مرموقة.. ولهؤلاء أيضا أحفاد يشعرون بالإهانة والتجريح وإشاعات تضرب صميم سمعة وشرف والدهم أو جدهم! ما ذنب أي شخص أن يفاجأ في لحظة ما أن والده أو جده أو عمه أو خاله أو والدته أو خالته أو عمته إنهم كانوا مدمنين مثلا؟! وليس لديهم القدرة على سؤالهم أو عتابهم أو  الإستفسار منهم فكلهم رحلوا؟! 
 

حديث الخيانة 

ومنذ ئذ والمسألة في تزايد وليس انحسار.. آخرها الجمعة الماضية.. إذ وبعد غياب عن اللقاءات التلفزيونية تطل الفنانة الكبيرة ميمي جمال على جمهورها مع الإعلامية البارزة سهير جودة في برنامجها الستات على قناة النهار ذات المساحة الكبيرة المتميزة في الإعلام المصري.. ويندفع الحوار فجأة إلي علاقة ميمي بزوجها الفنان الكبير الراحل حسن مصطفى وكيف أنه خانها مع فتاة صغيرة! نعم هكذا؟! وأنها واجهته! وأنها لم تطلب الطلاق ولكنها طلقت لأسباب أخرى وهي من طلبت العودة! هكذا نتذكر ونذكر محاسن أغلى الناس! ما هذه الخيبة التي أصابت الكثيرين في تشويه أقرب الناس إليهم؟!  
 

هل الحديث عن حرص الزوجة على بيتها يجب أن يمر عبر أحاديث الخيانة؟!  هل ينبغي أن يدهس سمعة فنان محبوب بحجم وقيمة حسن مصطفى؟! وما ذنبه وهو عند ربه أن يشوه علي الأقل أمام ابنتيه وربما يعرفان القصة لأول مرة ؟! وما الحال أمام أبناء وبنات وأزواج الإبنتين؟! وماذا عن أشقاء حسن مصطفى نفسه وأولادهم؟ ما ذنب كل هؤلاء؟! 
 

أما علي المستوى الوطني.. ما قصة حواديت وقصص الخيانة التي يكاد لا يمر برنامج بغيرها؟! وهل لن يكون الأمر مثيرا ويدعو للفخر لو رويت أي قصص للخير كان بطلها حسن مصطفى أو غيره؟  ألم يدعم فقيرا أو يساند أرملة أو يتبرع بالدم أو لم يتطوع في القوات المسلحة أو الدفاع الشعبي أو ترك أجرا لمنتج متعثر أو شجع مخرج شاب بالعمل معه أو أي موقف ملهم داعم لقيم الخير والجمال؟!  

السؤال المحير: لماذا تلجأ إعلامية وكاتبة محترمة وناجحة  مثل سهير جودة لمثل ذلك وهي لا تحتاج إليه؟ ورصيدها كبير؟!  وموضوعاتها ثرية كله يغرى -وسيغرى- الناس على المتابعة؟! والسؤال الأخطر عن الظاهرة كلها ومحور الموضوع: ما المقصود من تعود الأبناء على سماع ألفاظ الخيانة؟ ومشتقاتها من "ضبطه وهو كذا" أو"إعترف بأنه كذا" ألخ ألخ؟! ما المطلوب من مجتمعنا؟! وما المطلوب له؟!

الجريدة الرسمية