ذكرى رحيل مايسترو الكتابة الساخرة.. سر الغرفة 53 في حياة أحمد رجب.. وما هي وصيته الأخيرة
لُقب بمايسترو الكتابة الساخرة، أفنى حياته داخل حجرات أخبار اليوم التي كانت بالنسبة له الحياة، واشتهر بقدرته الهائلة على السخرية وانتزاع البسمة الموجعة تعليقًا على الأحداث، عاش الكاتب أحمد رجب سنوات طويلة في الحجرة رقم 53 حتى إنه عندما رحل الكاتب أحمد رجب في مثل هذا اليوم 12 سبتمبر 2014 كانت وصيته أن يخرج جثمانه من دار أخبار اليوم حتى يكون هذا المبنى هو آخر علاقته بالدنيا.
أحمد رجب هو الكاتب الذي ابتكر فنًّا جديدًا في عالم الصحافة، وهو اختصار الكلمات التي حملت في طياتها الرسائل المطلوبة، التي تعجز عن إيصالها آلاف الكلمات.
حصل أحمد رجب على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية وأثناء دراسته أصدر مع آخرين مجلة "أخبار الجامعة" فكانت بمثابة أول الخيط في العمل الصحفي حيث تعرف على التوأم مصطفى وعلي أمين، وبدأ مشواره بالعمل في مكتب الأخبار بالإسكندرية وفى القاهرة تدرج في العمل فبدأ سكرتارية التحرير ليكتشف مصطفى وعلي أمين موهبته في الكتابة ليصنع بعدها مشواره مع نص كلمة التي كثيرًا ما أغضبت الحكومات بنقدها الحاد.
مشوار صحفى
عن سنوات عمله بالصحافة قال أحمد رجب: أصدرت قبل تخرجي مجلة صوت الجامعة وهى مجلة نصف شهرية فتعرضت لمجلس تأديب مرتين، ثم أسندت إلي رئاسة تحرير صحيفة إحدى كلية الحقوق ثم مكتب أخبار اليوم بالإسكندرية لمدة سنة بدون أجر، وفى عام 1954 نقلت إلى أخبار اليوم بالقاهرة بعد تخرجى مقابل 15 جنيها، وسكنت في بنسيون في بولاق مقابل 8 جنيهات في الشهر، ثم أصبحت نائب رئيس تحرير مجلة الجيل الجديد مقابل 25 جنيها عام 1955، ثم انتقلت إلى دار الهلال وعينت مدبرا لتحرير مجلة "هي"، وفى عام 1965 تفرغت تماما للكتابة الساخرة في آخر ساعة، وفى عام 1968 كتبت نص كلمة في الأخبار.
وأضاف الكاتب أحمد رجب: قضيت نصف عمري في الغرفة 53 وكان أول من اتخذها مكتبا أديبنا توفيق الحكيم وكنت أتساءل لماذا لم أحظ في هذه الغرفة بإشعاعات الفكر والأدب التي تركها توفيق الحكيم وتبين لي أن السبب أنني غيرت موقع مكتبي من حيث كان يجلس توفيق الحكيم ونقلته إلى حيث كان مربط حمار الحكيم.
ثنائي ساخر
كوَّن ثنائيا فنيا ساخرا مع الرسام مصطفى حسين فابتكر الاثنان شخصيات كاريكاتيرية نالت شهرة شعبية كبيرة، أحمد رجب بالفكرة والكلمات ومصطفى حسين بريشته المعبرة مثل: فلاح كفر الهنادوة، قاسم السماوى، عبده مشتاق، مطرب الأخبار، هنداوي، وعلى الكوماندا.
ومع فكرة الكاريكاتير كان للكاتب أحمد رجب مقال ثابت هو بمثابة أقصر مقال بمصر بعنوان نص كلمة حارب من خلالها الكثير من مواطن الفساد بالنقد وبخفة الظل.
جوائز وتكريمات
حصل أحمد رجب على العديد من الجوائز والتكريمات المحلي والدولية فحصل على جائزة الصحافة العربية كأفضل عمود صحفي.
وقدم العديد من المؤلفات الساخرة منها ضربة في قلبك، الحب وسنينه، يخرب بيت الحب، فوزية البرجوازية، مطرب الأخبار، صورة مقلوبة، يوميات حمار، الفهامة، فلاح كفر الهناودة، توتة توتة، مطرب الأخبار، نهارك سعيد، الحب هو، وغيرها.
