متى يحب التلميذ مدرسته؟!
أقولها بكل صراحة.. أنه لن يحدث أي تطوير منشود بالتعليم إلا إذا ذهب التلميذ لمدرسته وأحبها ولم يغب عنها كما حدث في السنوات الماضية، وأن يتواجد المعلم في الفصل يتحاور مع تلاميذه ويشرح لهم المنهج بيسر كما كان يحدث في الزمن الجميل.. ولن يتحقق شيء مما نصبو إليه إلا إذا ارتقينا بالمعلم وكليات التربية التي أنشأتها الدولة وهي كثيرة ولم تستفد منها حيث نشكو من قلة عدد المعلمين.. ألا تحتاج هذه الكليات تطويرًا مماثلًا لتخريج معلمين تربويين معاصرين لزمانهم ليسدوا نقصًا في هيئة التدريس..
نريدها وزارة للتربية قبل التعليم فعندما تكون هناك تربية سيكون هناك بالضرورة تعليم جيد وأخلاق حسنة ومدرس قدوة وتلميذ مطيع راغب في التعلم بحق.. ولابد من عودة الأنشطة الرياضية والترفيهية التي كنا نراها في الزمن الجميل حتى تعود المدرسة مكانًا جاذبًا ومحببا لنفوس الطلاب وتلك من بديهيات العملية التعليمية في كل الدنيا.
إذا أحب التلميذ مدرسته حرص على الذهاب إليها والانتفاع بما يقدمه معلموها من علم نافع وقدوة أخلاقية حسنة ولن نرى تسربًا من التعليم ولا هجرة المدارس للسناتر والدروس الخصوصية.. نريد جيلًا واعيًا حريصًا على التعلم والإبداع ومحاكاة القدوة الحسنة من المربين والمعلمين ومن دون ذلك لن تبنى مصر ولن نستطيع مواكبة تطورات العصر من حولنا.
يحدونا أمل كبير في وزير التعليم "المعلم" بالأساس، والفاهم لتفاصيل ومتطلبات العملية التعليمية والتربوية وأظنه لن يسمح بأن تستمر متاعب الثانوية العامة لتكدر صفو المصريين وتمثل عقبة كئودًا في طريق أبنائهم تستنزف الجهد والمال بلا جدوى حتى أن الدروس الخصوصية تلتهم معظم دخل الأسر التي تفضل تعليم أبنائها والإنفاق عليهم وفي سبيل ذلك قد تحرم نفسها حتى من علاج ضروري هي في أمس الحاجة إليه لكنها لا تجد ثمنه.. صدقوني لو نجح الوزير الجديد في إنهاء هذا الكابوس وعلاج هذا الخلل فلسوف يحقق السعادة المفقودة لملايين الأسر وسوف يسهم في فك عقدة فشل كثيرون قبله في التعامل معها.. حفظ الله حفظ الله الوطن.