ملكة الأرقام القياسية.. اللقب الوحيد الذي فشلت إليزابيث في تحقيقه
كسرت الملكة إليزابيث، ملكة بريطانيا الراحلة، الكثير من الأرقام القياسية، لكنها لم تنجح في انتزاع لقب الملك الأطول حكما في العالم.
ويتربع ملك فرنسا لويس الرابع عشر أو "الملك الشمس" على عرش صاحب أطول فترة حكم في التاريخ، حيث اعتلى عرش فرنسا من سن الرابعة (تحت وصاية والدته) في 14 مايو عام 1643 حتى وفاته في سن 76 عامًا في 1 سبتمبر عام 1715، أي أنه حكم طوال 72 عامًا و3 أشهر و18 يومًا.
ملكة الأرقام القياسية
واستمر حكم الملكة إليزابيث لبريطانيا لمدة 70 عاما و7 أشهر ويومين، حيث اعتلت العرش في 6 فبراير 1952، لتصبح ثاني أطول الملوك حكما، يليها ملك تايلاند بوميبول أدولياديج، الذي امتدت فترة حكمه لـ70 عامًا و4 أشهر، من 9 يونيو 1946 حتى 13 أكتوبر 2016.
وقال معلقون فرنسيون مازحين: "انتصرت فرنسا" و"اللقب بقي في الجهة الجنوبية من القناة" وغيرها من التعليقات الساخرة التي تميز العلاقة التنافسية التاريخية بين الجارين الأوروبيين في كل الميادين حتى لو تعلق الأمر بأطول حكم ملكي.
ومن بين الملوك ذوي التاريخ الطويل في الحكم، تأتي ملكة الدنمارك مارجريت الثانية (82 عامًا) في الصدارة، حيث تتولى الحكم في بلادها منذ عام 1972 أي منذ 50 عامًا، وكذلك ملك السويد الحالي كارل السادس عشر جوستاف (76 عامًا) وهو في السلطة منذ ما يقرب من 49 عامًا.
الملك الأطول حكما
ورغم فشلها في انتزاع لقب الملك الأطول حكما، فإن الملكة إليزابيث تعد ملكة الأرقام القياسية، حيث زارت بصفتها ملكة أكثر من مائة دولة، وهو رقم قياسي آخر لعاهل بريطاني.
كما قامت بأكثر من 150 زيارة إلى دول الكومنولث، إذ زارت كندا 22 مرة، وهو أكثر بلد عضو في الكومنولث تزوره، فيما ذهبت 13 مرة إلى فرنسا التي تتحدث لغتها وتعد أكثر بلد أوروبي زارته.
وطافت الملكة الراحلة حول العالم 42 مرة قبل أن تتوقف عن السفر إلى الخارج في نوفمبر 2015 عندما كانت تبلغ 89 عامًا.
أطول رحلة
واستغرقت أطول رحلة لها خارج المملكة المتحدة 168 يومًا (بين نوفمبر 1953 ومايو 1954)، زارت خلالها 13 دولة.
وخلال فترة توليها العرش، قامت الملكة إليزابيث الثانية بحوالي 21 ألف التزام رسمي، وأعطت "الموافقة الملكية" لنحو 4 آلاف مشروع قانون، واستقبلت عددًا كبيرًا من الشخصيات البارزة في إطار 112 زيارة رسمية.
14 رئيسا أمريكيا
وعاصرت الملكة الراحلة 14 رئيسا أمريكيا بداية من الرئيس هاري ترومان، وصولا إلى الرئيس الحالي جو بايدن، وأكثر من 150 ملكا ورئيسا وزعيما عربيا، وأقيمت تحت إشرافها أكثر من 180 حفلة استقبال في قصر باكنجهام، حضرها أكثر من 1،5 مليون شخص.
وعينت الملكة 15 رئيسًا لوزراء بريطانيا بداية من ونستون تشرشل (1952-1955) وصولا إلى ليز تراس التي عينتها، الثلاثاء، قبل يومين من وفاتها.
عاصرت الملكة، وهي رئيسة الكنيسة الأنجليكانية وتُعرف بتدينها وممارستها لواجباتها الدينية بشكل منتظم، 7 باباوات للفاتيكان، التقت 4 منهم خلال زيارات رسمية، هم يوحنا الثالث والعشرون (1961)، يوحنا بولس الثاني (1980، 1982، 2000)، بنديكتوس السادس عشر (2010) والبابا فرنسيس (2014).
وأرسلت الملكة نحو 300 ألف بطاقة تهنئة إلى معمرين وأكثر من 900 ألف أخرى إلى أزواج يحتفلون بذكرى زواجهم الستين. واستمر زواجها من الأمير فيليب 73 عامًا قبل أن يتوفى في أبريل عام 2021، ما يمثل أيضًا رقمًا قياسيًا لملك بريطاني.
200 بورتريه
التُقطَت للملكة أكثر من مائتي صورة بورتريه، وكانت أول صورة لها وهي في السابعة من عمرها.
كانت الملكة إليزابيث الثانية أول عاهل بريطاني يزور الصين، عام 1996، وأول ملك بريطاني يلقي كلمة أمام مجلس النواب الأمريكي، في 16 مايو 1991.
وأرسلت أول بريد إلكتروني خاص بها في 26 مارس 1976، خلال زيارة كانت تجريها لمركز أبحاث تابع لوزارة الدفاع، وفي عام 1997، أطلقت أول موقع إلكتروني رسمي لقصر باكنجهام.
وكتبت أول تغريدة لها في تويتر عام 2014، فيما نشرت أول منشور لها عبر أنستقرام عام 2019.
إليزابيث هي الملكة الوحيدة التي قفزت (تقريبا) بالمظلة مع جيمس بوند، إذ ظهرت في مقطع فيديو أُنجز لافتتاح أولمبياد 2012 في لندن، وهي تستقبل الجاسوس الذي يجسد دوره الممثل دانيال كريج في قصر باكنجهام قبل أن يركبا كلاهما طوافة ويحلقا في سماء لندن ثم يقفزا (في مشهد تمثيلي) فوق الاستاد الأولمبي الذي شهد حضورًا فعليًا للملكة لاقى ترحيبًا كبيرًا.