رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة إلي عقل عماد أديب (2)

ردود أفعال جيدة حول مقال الأمس.. البعض أفاض في الذكريات.. ومنها أن اجتماعات جماعة التوريث -وقتها يعني في سنوات حكم لجنة السياسات- بحضور الوريث نفسه -وقتها أيضا- كانت تتم بمكتب عماد أديب بشارع القصر العيني! وما الدهشة في ذلك لنضع علامات التعجب!
الدهشة في كل هذا الخليط العجيب المدهش لهذا الرجل.. فهو وحده في العالم -العالم نعم وليس مصر وحدها- الذي يحصل علي رخصة محطة إذاعية أرضية -أرضية إنتبه- مر عليها اليوم عشرون عاما وهى نجوم إف إم.. وهو نفسه بعدها -حتي وقبلها- من يروج علنا -علنا- وبما لم يجرؤ عليه أكثر أركان نظام الرئيس مبارك بجاحة بترشيح جمال مبارك لخلافة والده!

أسرار عماد أديب


وهو وحده من يذهب إليه مبارك الإبن ورجاله لحضور فيلم من إنتاج شركته.. وكان الفيلم تدشينا لاقتحام مناطق شائكة جدا إلي حد الخطورة.. عولجت من قبل علي الشاشة لكن بمحاذير رقابية وفنية عديدة قيدت الجرأة وأفقدتها الكثير من تأثيرها.. كان الفيلم هو عمارة يعقوبيان!

 
ثم ينفرد بسلسلة حوارات مع الرئيس مبارك حاولت إعادة تقييمه.. ثم إعادة تقديمه لشعبنا.. بغير مشكلات مع ومن الشيخوخة.. وكان هو أول من طالب بالخروج الآمن للرئيس مبارك نفسه!
وليكون بعدها بقليل هو صاحب التودد الكبير في صورة الناصح الأمين للمجلس العسكري ثم ليكون هو من يمنح لمرسي أكبر مساحة علي الشاشات التي يعمل بها.. ثم ليكون هو من يعلن دعمه لمرسي في انتخابات الإعادة!

 
وعلي طريقة وصيغة مقال يعتذر عن مقال.. يصرح عماد أديب في ٢٠١٨ بلا أي مبرر أنه: "لا حوار مع قتله" وأنه لابد من منظومة تواجه الأفكار الإرهابية! 
 

كان الجميع قد توزعوا بين داعم مؤيد لكلام عماد أديب بعد أن أخذوه بسطحية.. ومنهم من طرح العبارات للمناقشة محاولا فهمها وتفسيرها.. بينما قلنا إنه يطرح أخطر فكرة يمكن طرحها وقتها: "فلا حوار مع من يحمل السلاح" لا تحمل أي إضافة بل هي في مصر وقتها وإلي اليوم تحصيل حاصل.. إنما على الدولة أن تكمل العبارة لتصل إلى معناها المقابل وهو "أن تتحاور مع من لم يحمل السلاح"!
 

 

لنذهب إلى حسبة الحوار مع المعتدلين التي لها جذور لديه رويناها بمقال الأمس.. وهو الطرح الذي سينتهي حتما إلي عودة الجماعة بمن لم يحملون السلاح! يحتاج عماد أديب إلى زيارات عديدة.. ليس لعقله فقط إنما الزيارة الحقيقية ينبغي أن تكون لخزانته.. ليس عدا لأمواله -حاشا لله- إنما بحثا في أوراقه الخاصة عن أسراره كلها!

الجريدة الرسمية